بعد أن وضعت الحرب العالميـة الثانية أوزارها بدآت ملامح صراع دولي جديـد تبرز للعيان ، فالإتـحاد السوفييتي بادر بتنفيذ التهديد الذي هدد به رئيس وزراء بريطانيا ونستون تشرشل عام 1946 بإسدال ستار حديدي على طول الحدود الغربية للأراضي التي ( أحتلها أثـناء الحرب ) ،وخلال السنـوات القليلة التي تلـت الحـرب عمل جاهداً كل من الإتحـاد السوفييتي والولايــات المتحدة الأمريكية لكسـب نفـوذ سياسي خلـف حدود كل منهما ، تحركت أمريكا ، من خلال التحالـفات التي أبرمتـها ، ومن أبـرزها حلف شمال الأطلسي ( الناتو ) وبهذا كانت انطلاقة الحرب البـاردة في منتصف الخمسيـنات ، كما تحالفت دول أخرى مع أمريكا لمواجهة المنظومة التي يترأسها الإتحاد السوفييتي.
صحيح أن قارة أوروبا تعتبر هي المركز الأكـبر للحرب الباردة ، إلاَّ أن هذه الحـرب امتدت إلى قارة آسيا ، وخاصة في شبه الجزيرة الكورية . بعد إستعمار ياباني لكوريا دام لأكثر من 40 سنة تنفس الكوريون الصعداء بعد هزيمة اليابان في الحرب العالمية الثانية ولكن هذه الفرحة لم تدم طويلاًً ، ففي أواخر عام 1948 أصبحت كوريا بلداً مُقسماً عند خط العرض الشمالي رقم 38 قطع البلاد إلى نصفين وهو الخط الذي أصبح يفصل بين القوات الأمريكية والقوات السوفيتية التي حلت محل قوات الأمبروطورية اليابانية المهزومة ، كما أصبح هذا الخط هو الحد الفاصل بين كوريا الجنوبية حليفة أمريكا وكوريا الديمقراطية أو الشمالية .
بعد انسحاب القوات السوفيتية والقوات الأمريكية من شبه الجزيرة الكورية عامى 1948-1949 قُسِمت شبه الجزيرة الكورية ، إلى جزئين شمالي و جنوبي الجزء الشمالي خضع لإحتلال الاتحاد السوفيتي، والجزء الجنوبي وقع تحت سيطرة الأمم المتحدة بقيادة الولايات المتحدة.
في منتصــــف 1949 عمل كيم ايل سونغ على تحريك القضية بمساعدة السوفييت مبدياً أن الوقت قد حان لتوحيد شبه الجزيرة الكورية فقد كان في حاجة إلى الدعم السوفيتي لضمان نجاح خططه العسكرية بعيدة المدى في ظل طبيعة جبلية وعرة لشبه الجزيرة الكورية لكن السوفييت كونهم متزعمين للكتلة الشيوعية و مصدر أساسي للإمدادت التى يحتاجها الكوريين الشماليين رفضوا إعطاء الإذن معربين عن قلقهم إزاء نقص الاستعدادت النسبية للقوات الكورية الشمالية و احتمال تدخُل الولايات المتحدة. عام 1950 وعلى مدار السنة التالية عملت قيادة كوريا الشمالية على تشكيل جيش هائل كآلة حرب هجومية على النمط السوفيتي تم تدعيمها مبدئياً بتدفق الكوريين للتطوع ومع حلول عام 1950 كان جيش كوريا الشمالية مسلح بأسلحة سوفيتية عتيقة لكنها تمتعت بتفوق جوهري في كل فئات المعدات العسكرية مقارنة بكوريا الجنوبية و بحلول 30 من شهر مايو 1950 أبلغت القيادة السوفيتية الكوريين الشماليين عن نيتهم في دعم الخطة الكورية بشأن توحيد شبه الجزيرة الكورية . و في 25 من شهر يونيو 1950 اندلعت الحرب بعد أن هاجمت كوريا الشمالية كوريا الجنوبية والتي كانت تتألف قواتها من سبع فرق جيدة التدريب ومجهزة بأسلحة سوفيتية من بقايا الحرب العالمية الثانية بالإضافة إلى دبابات ( ت - 34 ) ومدافع مختلفة وفي المقابل كانت كوريا الجنوبية أيضاً مجهزة بأسحلة أمريكية وعدد ثماني فرق بالإضافة إلى المدافع ولكنه يفتقر إلى دبابات أو أسلحة مضادة للدبابات.
كانت مدينة سيول عاصمة كوريا الجنوبية تبعد عن الخط الفاصل بين الكوريتين مسافة 56 كم وكانت هي الهدف المباشر للكوريين الشماليين كما أن ميناء ( بوسان ) الذي يقع عنـد الطـرف الجنوبـي الشرقي لشبـــه الجزيــــرة وهو المينــاء الرئيسي بكوريا الجنوبية هو أيضاً هدفاً للشماليين ولقد تمكن جيش كوريا الشماليـــة من سحق كل الدفاعات للجيش الجنوبي بكل يسر وسهولة واستطاع الشماليون من دخول سيول في 28 يونيو1950 كما توغلت القوات الشمالية في المناطق الوسطى والشرقية من كوريا الجنوبية ، واستمرت هذه المعارك أربعة أيام متواصلة فقد فيها الجنوبيون نصف جيشه ومعداته .
بعد هذه التطورات دعا مجلس الأمن كوريا الشمالية وبتحريض من الولايات المتحدة الأمريكية إلى سحب قواتها إلى الوضع قبل يوم 25 يونيو 1950 ولكن هذه الدعوة لم تلقى آذان صاغية ، وهنا دعا مجلس الأمن أعضاء الأمم المتحدة لمساعدة كوريا الجنوبية لصد ومقاومة الهجوم الكوري الشمالي .
ولقد بادرت الولايات المتحدة الأمريكية بطلب من الرئيس ( ترومان ) أن تتولى قيادة القوات الأمريكية للشرق الأقصى الموجودة في اليابان بتوزيع قـــوات بحرية وقـوات جويـة لتوفيـر الدعم للكورييـن الجنوبيين.
وتم تفويض الجنرال دوجلاس ماك أرثر يوم 30 يونيو بالقيام بجمع القوات للتدخل ، تمكن الكوريون الشماليون من عبور نهر ( هان ) قبل أن يتلقى الجنرال ماك أرثر تعليمات الرئيس الأمريكي بحشد القوات وكانت قوات كوريا الشمالية اندفعت غرباً وتمكنت من احتـلال ( أنتشون ) والتي تقع غرب سيول على بعد 40 كم وفي نفس الوقت تحركت قوات شمالية أخرى نحو مدينة سوون التي تبعد حوالي 40 كم جنوب العاصمة سيول أستغلت القوات الشمالية عدم الاستعداد الكافي للقوات الامريكية ، بعـد هـذا الهـجوم المفاجـــئ قــرر الجنرال ( دوجلاس ماك أرثر ) اللجوء إلى وسيلة لكسب الوقت حتى يصل الدعم لقواته ، بأن أعترض القوات الشمالية المهاجمة بقوة أمريكية صغيرة وأتخدت لها مواقع قرب الطريق المؤدي إلى ( أوســان ) على بعد 16 كم جنوب مدينة ( سوون ) كان ذلك في 5 يونيو ورداً على هذا التحرك قامت قوات كورية شمالية مدعومة بالدبابات بشن هجوم على القوات الأمريكية والتي وجدت نفسها مضطرة للإنسحاب أمام هذه القوات وذلك لعدم مقدرتها على مواجهة هذه القوات المدعمة بالدبابات ، واستمر لآحقاً أنسحـاب القـــوات الأمريكيــة تـــجاه ( تايجـون ) إلى أن وصلــت بمــحاداة نهر ( كوم ) وعلى صعيد آخر تحركت قوات كورية جنوبية للمساعدة في عرقلة تقدم القوات الشمالية ، كما عرضت عدة دول تقديم المساعدة لدحر القوات الكورية الشمالية المندفعة لأحتلال كوريا الجنوبية ، وبالفعل تم إرسال قوات من بريطانيا وأستراليا ونيوزلندة وكندا وتركيا واليونان وفرنسا وبلجيكا ولوكسمبرج وهولندا وتايلاند والفلبين وأثيوبيا بالإضافة إلى دعم طبي من الهند والسويد والنرويج والدينمارك وإيطاليا وبالإضافة إلى القوات الكورية الجنوبية والتواجد الكبيرلقوات الولايات المتحدة الأمريكية .
قامـت الولايــات المتحــدة الأمريكيــة بإنـشاء قيــادة للقـــوات الدوليــة تحت قيادة ( الجنرال ماك أرثر ) بناء على طلب من الأمم المتحدة وكُلف (الجنرال والتون ووكر) بقيادة القوات البرية ، أصيبت القوات الأمريكيـة بهزائـم متلاحـقة منيـت بـها عند نهر ( كـــوم ) ، وبحلول الثامن من أغسطس لم يكن الجيش الأمريكي يسيطر إلاَّ على جزء بسيط من جنوب شرق كوريا الجنوبية وبذلك أمر الجنرال ( ووكر ) قواته أن تقف على أهبة الأستعداد شمال ( بوسان ) .
تنامت قدرة القتال لذى قوات الأمم المتحدة بعد التعزيزات التي حصلت عليها من الولايات المتحدة الأمريكية ، والتي تمثلت في مُعدات حديثـة ومن بين هذه المعدات 500 دبابة متوسطة الحجم نوع ( M - 26 ) و ( M - 46 ) و ( M - 4 A 3 ) إضافة صواريخ حديثة مضادة للدبابات ومدافع طورت بعد الحرب العالمية الثانية .
وفي البحر كان التفوق الأمريكي واضحاً فقد تمكنت السفن الحربية الامريكية والتي تعمل تحت قيادة الأمم المتحدة من القضاء على القوة البحرية لكوريا الشمالية ، وفي الوقت نفسه تمكنت من فرض حصار على الشاطئ الكـوري وفـي مجـال الحـرب الجويـة تفوقـت القـوات الأمريكيــة بفـضل الطائرات الحديثة من نوع ( لوكهيد F - 80) و( ريبليك F - 84) بالإضافة الى الطائرات الرابضـــة عـلى حامــلات الطائـرات نـوع ( جرومـان F - 9 - F) بالإضافـة إلــى طائــرات بريطانية نوع ( جلوستر ) ، وقد أدرك ( الجنرال دوجلاس ماك أرثر ) إنه كل ما تعمق الشماليون أكثر كلما كان أستهدافهم أسهل بعملية بر مائية ، لذلك فقد أعد خطة تقضـي بـأن تتحـرك قـــوة يتـم أبرارهـا فـي ( أنتشون ) في البر مسافة قصيرة للقيام بقطع أمدادات الشماليين التي تعبر (سيول) وفي نفس الوقت يقوم الجيش الثامن بشن هجوم نحـو الشـمال تكـون ( بوسان ) قاعــــدة لإنطــلاقه تنفيذا للخــطة أندفـــع الفليـــق العاشـــر نحــو ( أنتشون ) وتمكنت القوات من أحتـلال الميـناء وواصلـت تقدمــها نحــو سيول في نهايـة شهر سبتمــبر أصبحت (سيول) في قبضة القوات الدولية بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية وطرد قـوات كوريا الشماليـة من كامل تراب كوريا الجنوبـية ، وعـلى أثـر ذلـك وبالتحديد في أكتوبر تحركت القوات الدولية نحــو كوريا الشمالية لغرض توحيد شطري كوريا بعد احتلال كوريا الشمالية وتطويعها وبالفعل تمكن الجيش الثامن الأمريكي من أحتلال (بيونج يانج ) العاصمة لكوريا الشماليـة والتـي تقع على بعد 193 كم شمال ( سيول ) عاصمة كوريا الجنوبية ، وأستمر تقدم القوات حتى تمكن الجيش من عبـور نهر ( تشونـج تشـون ) والذي يفصل بين كوريا الشمالية والصين .
وفي جانب آخر واجهت قوات الأمم المتحدة بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية مقاومة عنيفة في عدة أماكن ، وتبين لقيادة القوات الدولية أن الصين قامت بإرسال قوات لمساعدة الشماليين ، وتمكنت بالفعل الدفاعات الصينية من إعاقة حركة الفيلق العاشر المندفع نحو سد ( تشانج جين ) وفي الوقـت نفــسه أجبـرت الهجـمات الصينـية الجيـش الثامن من التراجع بإتجاه نهر ( تشونج تشون ) وخلال نوفمبر تمكن الصينيون من قطع الإتصالات بين قوات الأمم المتحدة ، توقعت القيادة الدولية أن المساعدات الصينية لاتتجاوز 50 ألف جندي ، وفي نفس الوقت كانت قناعات الجنرال ماك أرثر أن قواته قادرة على إلحاق الهزيمة بالقوات الصينية وأن القوات الجوية قادرة على منع التعزيــزات الصينية الرئيسية من عبور نهر ( يالو ) ، وقد شنت القوات الدولية بقيادة أمريكا هجوماً في 24 نوفمبر وصلت فيه القوات بسهولة إلى نهر يالو ، ولكن الصينيون قاموا بهجوم مباغث ضد القوات الدوليـة اكتسحـوا به الفيلق العاشر في ( تشانج جين ) وأستمر الهجوم على القوات الدولية والتي بدآت تتساقط وتتهاوى تحت الضغط الصيني وقد تبين فيما بعد أن الصين هاجمت بجيش تعداده 300 ألف جندي لإخراج قوات الأمم المتحدة من كوريا ، بعد هذه الإنتكاسة الكبيرة التي تلقاها الجيش الثامن أضطرت القيادة الأمريكية إلى الأنسحاب بعد أن تيقنت بأنها ليست لديها القـدرة على الصمـود أمـام تفـوق الجيـش الصيني وأكتفت القـوات الدوليـــة بإنشــاء خــط دفاعــي بالقرب مــــن الخـط " 38 " وهو (( الحد الفاصـــل بيـــن الكوريتيـــن )) وقد تميزت القوات الصينية بكثرة عدد جنود المشاة والدعم الكبير من المدفعية ولكنها كانت تفتقر للدبابات وأيضاً تفتقر لامدادات الذخيرة والمؤنـة وبالنسبـة للقــوات الجوية الصينيـــة فقـد كانـت تمتلـك طائـرات (الميــج 15) السوفيتية الصنع والتي تعتبر ذات كفأءة عالية في ذلك الوقت .
ومـع نهايـة عـام 1950 كان هناك حوالي نصف مليون من القوات المشتركة الصينية والكوريـة الشماليــة تقـف في مواجـهة االقـوات الدوليـــة .
أستغلت القوات الصينية والكورية الشمالية أعياد رأس السنة وقامت بهجوم كبير اندفعت من خلاله نحو ( سيول ) وتمكنت من التوغل في عمق كوريا الجنوبية .
عام 1951 تحت ضغط الهجوم المشترك الصيني والكوري الشمالي رضخت القوات الدولية للتخلـي عـن العاصـمة سيـول كان ذلك في الرابع من يناير 1951 وأقام خطاً دفاعياً جديداً على بعد 64 كم في 25 من شهر يناير تحركت القوات الدولية شمالاً وتمكنت من تطهير بعض الجيوب ولكنها تعرضت لمقاومة عنيفة من قبل الكوريين والصينيين ومع ذلك تمكنت في منتصف مارس من إستعادة مدينة سيول ومع أرتفاع الروح المعنوية لقواتها بـدآت القوات الدولية تتحـرك بإتجاه كوريا الشماليـة مرة أخرى وأتخد ( الجنرال ريجوي ) إجراءات سريعـة بغرض إعاقة أي هجوم مضاد للكورييـن الشماليـين والصينييـن وفـي والرابع عشر من أبريل تسلم الجنرال ( جيمس فليت ) زمام قيادة الجيـش الثامن الأمريكي.
كما كرر الكوريين الشماليين والصينيين هجومـهم فـي النصـف الأخيـر مـن شـهر أبريـل ولكن الجيش الثامن تمكن من إيقاف اندفاعهم على بعد كيلو مترات قليلة عن سيول . في العاشر من شهر يوليو بدأت وفود عسكرية تمثل الأطراف المتقاتلة مفاوضات في منطقة محايدة تقع بين شطري كوريا ، حاول الطرفان وضع نقاط أساسية لحل الخلاف ولكن المفاوضات لم تسفر عن نتيجة ورجع كل فريق بدون التوصــل إلـى حـل وفــي 22 أغسطس شن الجيش الثامن عدة هجمات لتحسين دفاعاته استمرت المناوشات بين الجانبين حقـقت مـن خـلالـها القوات الدولية عدة إنتصارات جعلـت الكوريين يعدون لمائدة المفاوضات في 25 أكتوبر أستؤنفت المفاوضات ولكن الخلافات برزت مرة أخرى وخاصة حول تبادل الأسرى أدت إلى عدم أحراز تقدم في المفاوضات .
عام 1952 خلال شهر مايو أستبدلت القيادة العليا الجنرال (مارك كلارك) مكان الجنرال (ريجوي) كقائـد لقــوات الأمـم المتحـدة وفــــي شهـــر أكتوبر توقفت المفاوضات وكل الاتصالات ، وفي الميدان حدث تطور ملحوظ على طول الجبهة تمثل في إستخدام الطائرات العمودية لأجلاء الجرحى من ميادين القتال ونقلهم للمستشفيات الميدانية المنتشرة على طول الجبهة مما ساعد في إنقاد أرواح الجرحى ، كما أستخدم الطيران العمودي في نقل الإمدادات والوصول للمناطق الجبلية التي يصعب الوصول إليها عام 1953 أستمـر الهـدوء على الجبهة وفي شهر أبريـل من عام 1953 أستؤنفت المفاوضات ولكنها سرعان ما توقفت نظراً لحدة المواجهات وخلال شهر يونيو شنت القوات الكورية الشمالية مع حليفتها الصين هجوم مركز ومحدود تمكنت القوات الدولية من أحتوائه وتكرر الهجوم مرة أخرى في شهر يوليو وقابله هجوم مضاد من القوات الدولية وتعتبر هذه المعارك آخر أشتباكات رئيسية في الحرب وفي 20 يوليو توصلت كل الأطراف إلى إتفاق كامل تم التوقيع عليه في السابع والعشرون من نفس الشهر ووفقاً لما نصت عليه هذه الإتفاقية فإن القتال سيتوقف نهائياً على كافة المحاور بعد 12 ساعة من التوقيع .
بعد أن وضعــت الحـــرب أوزارها وبعد 37 شهراً من المعــارك كانـــت الخسائر فـــي جانــب قــوات الأمــم المتــحدة حوالي 550 ألف إصابة من بينها 95 ألف قتيل وخسائر الجانب الأخر أي كوريا الشمالية والصين فقد قدرت بحوالي مليون و150 ألف إصابة وبالنسبة للسيطرة على الأراضي فقد كانت المكاسب لاتذكر بالنسبة للطرفين مقارنة بالخسائر التي تكبدوها خلال 3 أيام من سريان إتفاقية الهدنة أنسحبـت قـوات الجانبيـن مسافــة 2 كـم عن الحدود الجديدة أي الحدود التي توقف عندها القتال ، وأقيمت منطقة منزوعة السلاح تفصل بين (الكوريتيـن) ولضمان إستمرار وتفعيـل إتفاقيـة الهدنة تـم تشكيـل لجنة لهذا الغرض تضم عدداً متساويـاً من المسئوليـن الذيـن يمثلون الأطراف المتحاربة كـما تـم تشكيـل لجنة مراقبـة تضـم ممثلين عن دول محايدة هـي السويـد وسويـسرا وتشيكو سلوفاكيا وبولندا لتساهم في إزالة المظاهر المسلحة والعمل على إستمرارية الهدنة .
عام 1954 أقترح المفاوضون من جانب الأمم المتحدة قيام حكومة كورية واحدة تمثل قطري كوريا من خلال إنتخابات تتم تحت إشراف الأمم المتحدة ، ولكن هذا الإقتراح قوبل بالرفض من جانب كوريا الشمالية مبدياً معربة عن عدم رضاها لتدخل الأمم المتحدة في هذا الموضوع وفي 15 من شهر يونيو 1954 أختتم .
مشاهد أخيرة.
شهدت الحرب الكورية التطورات التى حدثت في الأسلحة ففى بداية الحرب كانت السيطرة لطائرات الجيش الكورى ميج-15 على طائرات قوات الأمم المتحدة ، مما دفع أمريكا لإستخدام طائرات أف-86 سابرو التى تميزت بقدرتها على المناورة وزيادة الاسلحة ووجود رادار خاص بالمدافع الرشاشة الخاصة بها، و في القتال البري ونتيجة لعدم وجود دبابات لدى الجيش الكوري الجنوبي تحققت السيطرة للجيش الشمالى بفضل الدبابات السوفيتية تى-34 و كانت مضادات الدبابات في الجيش الكوري الجنوبي لا تستطع تدمير الدبابات السوفيتية إلى أن تحصلت على البازوكا المطور وهو قادف صاروخي أمدتها به الولايات المتحدة و كان له تأثير كبيرعلى وقف تقدم الدبابات ، كما قامت الولايات المتحدة وبصورة مستعجلة بشحن دبابات ام4 شيرمان و ام26 بيرشنج إلى جانب الدبابات البريطانية من طراز سنتوريان.
أسلحة محظورة أستعملت في الحرب
ذكر العديد من المراقبين في تقاريرهم بأن القوات الأمريكية أستخدمت أسلحة محظـورة اثناء الحـرب الكورية مثل ( الجمرة الخبيثة و بعض الأسلحة التي تم تجريها في هذه الحرب )، ولدعم هذه الأراء تم نشر شهادات بعض أعضاء سابقين في فريق التحقيقات الدولي الذي زار كوريا الشمالية وشمال شرق الصين عام 1952 للتحقق وتقديم تقرير مفصل ولقد أيد تقرير اللجنة كل هذه المزاعم ، كما تم التأكيد على إستخدام القوات الامريكية للقنابل الجرثومية في قصف كوريا الشمالية في مذكرة قدمت لمجلس الأمن من قبل الاتحاد السوفيتي ، كما تم إدراج هذه الإتهامات في في الوثائق الصينية الرسمية عن الحرب والتي اودعت المتحف العسكري.
إنتهاك حقوق الإنسان
شهدت الحرب انتهاكات عديدة لحقوق الانسان و معاهدة جنيف من كافة أطراف النزاع و مذابح للمدنيين و أسري الحرب و قد تم توثيقها بالصور و المستندات إلا أنه لم يتم محاكمة أى مسؤول عنها.
ولـم يتمكن أحد حتـى الأن مـن حصر خسائر الاطراف المتحاربة نظـراً لضخامـة القـوات التي أشتركت في الحرب وإصدار كل دولة بيانات مختلفة عن الاخرى .
وحتى الأن تعتبر الكوريتان في حالة حرب نظراً لعدم توقيع معاهدة سلام بينهما.
العربية 
English 
