الذخيرة المتداخلة تصميم ثوري جديد لذخائر الأسلحة الخفيفة والثقيلة غير الكثير من المفاهيم السائدة حول ذخائر الأسلحة من حيث الفتك والفعالية والشكل حيث تتطلب طبيعة الحروب المتصاعدة أنواعاً جديدة من الذخائر  خاصة وأن ذخائر الرصاص المعدنية المعروفة

لم تتغير بشكل حقيقي منذ عام منذ العام 1886م حين بدأ تصنيع الذخيرة ذات المسحوق عديم الدخان التي طرحت في ذخيرة بندقية Lebel عيار 8×50 ملم وهي أول خرطوشة بارود عديمة الدخان إنتشر تصنيعها يشكل واسع.

في ستينيات القرن الماضي ، صممت شركة Hercules Inc وحصلت على براءة اختراع ذخيرة متداخلة بدون غلاف بحجم 5.56 × 30 وتم اقتراح هذه الطلقات لمدفع رشاش خفيف من إنتاج شركة Hughes Tool Co (التي أصبحت هيوز Helicopters & Ordinance Systems في عام 1972) ، ولكن توقفت عمليات إنتاج تلك النوعية من الذخلئر لأسباب غير معروفة. 

تسمية الخرطوش لفظ قديم ولا يزال مستخدماً وهي تعني في لغتنا العربية صورةُ ما يُحشى به السلاح الناريّ من بارود ونحوه , وهي المصطلح المحدد لوصف مجموعة تتكون من مقذوف وشحنة إطلاق ويطلق عليها البعض إسم الرصاصة أوالطلقة وهي قطعة معدنية إسطوانية الشكل تحوي مقذوف نحاسي أو فولاذي ومظروف معدني يحوي المادة الدافعة المتفجرة.

 

نالت الذخيرة المتداخلة المغلفة قدراً كبيراً من الإهتمام من طرف مؤسسات البحث والتطوير الجيوش الغربية وبدأت تحل محل الخراطيش المعدنية التقليدية حيث تقوم فكرة تصميم الذخيرة المتداخلة على أن تكون القذيفة مغلفة جزئيًا أو كليًا بشحنة دافعة من جميع الجهات بشكل متداخل ويمكن أن يستبدل الغلاف المعدني بمادة أخرى وهذا ما أسترعى أن يطلق عليها لفظ "التلسكوبية" ، ويقوم الجيش الأمريكي بإختبار التصميمات الجديدة المغلفة بإستمرار, ويسود إعتقاد لدى خبراء صناعة السلاح والذخائر بأن الذخيرة المتداخلة سيكون لها مستقبل واعد وستختفي الخراطيش التقليدية قريباً.

 

مقارنة بخراطيش الذخيرة التقليدية , تتميز الذخيرة المتداخلة بمزايا كبيرة حيث تقلل خراطيش الذخيرة التلسكوبية الطول الإجمالي المستخدم للمقذوفات المماثلة للخرطوشة التقليدية من حيث الكتلة , كما أنها لا تعرض المقذوف للتلف أثناء عملية التحميل وإملاء المخزن ، وهي بذلك تزيد من موثوقية المخازن وآليات تغذية الأسلحة الأخرى.

الرشاش الأمريكي LSAT 

عملياً بدأت الولايات المتحدة في العمل على تصنيع الذخيرة المتداخلة التلسكوبية للمدفع الرشاش LSAT ووصلت إلى مستوى الجاهزية التكنولوجية في أغسطس 2013 وحصلت شركة AAI على عقد بقيمة كبيرة لمواصلة تطوير أجزاء من برنامج LSAT الأمريكي, وجزء من العقد هو لزيادة صقل وإنتاج ذخيرة متداخلة تلسكوبية فعالة ذات غلاف عيار 5.56 ملم ، وتطوير ذخائر متداخلة بعيار 7.62 ملم.

 

الذخيرة المتداخلة الخاصة بالرشاش الأمريكي LSAT 

اعتبارًا من سبتمبر 2021 كانت بندقية البوليمر التلسكوبية التي تم تصميمها من قبل شركة Textron وهي شركة مقاولات دفاعية مقرها الولايات المتحدة ، قيد الدراسة في تجارب سلاح فرقة الجيل التالي التي يديرها جيش الولايات المتحدة وأستخدم لها ذخيرة من نوع "المتداخلة" حيث تسمح تقنية الذخيرة الجديدة برصاصات أكثر قوة وقتك وفعالية , وكان مقاول الدفاع Textron قد كشف عن بندقية جديدة في مؤتمر Modern Day Marine صُممت لاستخدام ما يسمى بالذخيرة "المتداخلة"تميزت بكونها الأخف وزناً والأدق إصابة ومن المؤمل أن تعتمدها القوات البرية الأمريكية إذا ما أعطى الجيش الأمريكي موافقته على إستعمال السلاح والذخيرة الجديدة.

تحتوي خراطيش الرصاص التقليدية على رصاصة مثبتة في منتصفها داخل غلاف قذيفة نحاسية ، مع وجود بارود داخل الغلاف, وعلى العكس من ذلك تتكون الذخيرة الجديدة من رصاصة متداخلة بقطر 6.5 ملم مغلفة تماماً بالبوليمر "وهي مادة عضوية أستخدمت بنجاح في كثير من التطبيقات العسكرية بفضل مقاومتها العالية للحرارة وشدة تماسكها وارتباط جزئياتها" مع بارود يحيط بالمفذوف من كل جوانبه.

لا يستخدم معدن النحاس في الذخيرة المتداخلة ، مما يوفر وزنًا أخف بنسبة 40 بالمائة من الذخيرة التقليدية , وتدعي شركة Textron المنتجة لهذا النوع من الذخائر أن الطلقة الجديدة التي يبلغ قطرها 6.5 ملم لديها طاقة أكثر بنسبة 300 في المائة من رصاصة الجيش الأمريكي القياسية M855A1 وهذا الأمر يؤدي عملياً إلى قوة فتك أكبر ضد الأهداف البشرية ، والمزيد من اختراق الدروع ، ويؤمن مدى أطول للمقذوف ما يزيد من فعاليتها خلال العمليات القتالية.

في حرب أفغانستان كانت الاشتباكات طويلة المدى شائعة ولذلك أشتكى أفراد الجيش الأمريكي مستخدمي بنادق كاربين من أن الرصاصة الأصغر حجمًا عيار 5.56 ملم تتطلب منهم غالبًا صليات متعددة لتعطيل الهدف وتفتقر إلى الدقة وكان الحل في إيجاد رصاصة أثقل مع مزيد من الطاقة للوصول إلى الهدف بدقة أكبر لإسكاته وكان ذلك يعني استخدام الذخيرة المتداخلة.

خلال عملية تطوير الذخيرة المتداخلة برزت عقبات كثيرة وكان أبرزها اختيار مادة البوليمر وكانت مناسبة لتصنيع الظرف الفارغ حيث كان من المفترض أن تتحمل ليس فقط نطاق درجة الحرارة القصوى التي يمكن استخدامها فيها وهي تتراوح من -50 إلى + 150 درجة , ومن بين العشرات من أنواع البوليمر التي أختبرت أثبتت البوليمرات الطبية عالية الجودة بأنها مناسبة جداً وموافقة لإحتياجات تصنيع جسم الذخيرة المتداخلة , أي ما يعرف بالظرف الفارغ.

كما تم تجربة الشحنة المضغوطة "الدافعة" ووجد الباحثون بأنها توفر خصائص دفع أفضل وتؤدي إلى زيادة ملحوظة في الدقة كما أنها تتطلب أيضًا حجمًا أقل مما يجعل حجم الخرطوشة أصغر قليلاً , وعند إطلاق النار ، تنطلق الرصاصة عبر هذا الكم الذي حولها من المادة المتفجرة عبر السبطانة نحو الهدف بقوة وثبات وهذا يمنع الرصاصة من الانحراف قليلاً عن محورها ، كما يحدث مع الخرطوشة المعدنية التقليدية ويُعتقد أن تقنية الذخيرة المتداخلة تساعد على الثبات والدقة مقارنة بالذخيرة التقليدية.

كما تم أيضًا تقليل الطول الإجمالي للذخيرة المتداخلة ، وهذا بدوره يمكن أن يؤثر في تصميم الأسلحة بشكل عام مما ينتج عنه سلاح ناري أقصر وأخف وزنًا, وهي أيضاً تتطلب نظام تشغيل أبسط مما يقلل الأعطال التي قد تطرأ عند الإستخدام المتواصل كتزاحم الطلقات في حجرة النار وغيرها من المشاكل الفنية الخفيفة ، وكل نتيجة كان يحدث نتيجة لحدة الحواف الخارجية للطلقات والتعقيد في آلية التشغيل وأما المتداخلة فتجلب إمكانية زيادة الموثوقية, ويزيل مشاكل الحواف أثناء عملية قذف الظرف الفارغ التي تواجهها الخراطيش المعدنية التقليدية.

ونظرًا لأن القذيفة مثبتة داخل علبة البوليمر ، فإن فرصة إتلاف المقذوف أو تثبيته مرة أخرى أثناء دورة التغذية كانت منعدمة وعلى عكس التصميم التقليدي ، تستخدم أنظمة الأسلحة تغذية الذخيرة ذات الغلاف المتداخل إخراجها في نفس الاتجاه تكون الحجرة منفصلة بالفعل عن المخزن ولا تسبب في رفع درجة حرارة السلاح ، وتقوم الخرطوشة الجديدة ببساطة بدفع العلبة المستهلكة أثناء دورة التغذية.

في العام 2011 أنتجت شركة BAE Systems أكثر من 100.000 ألف طلقة من الذخيرة التلسكوبية الجديدة ذات العيار 40 مم – وتعد الأولى من نوعها في العالم -  Cased Telescoped Ammunition في منشأتها البريطانية المخصصة فيRadway Green ، Cheshire حيث أسست خبرة هندسية وإنتاجية قوية , وهي تصل إلى أربعة أضعاف قوة الذخيرة المستديرة من عيار 30 مم , حيث تُظهر الذخيرة Cased Telescoped تغييرًا كاملاً في القوة على أسلحة الجيل السابق من العيار المتوسط.

تحتوي الذخائر الجديدة ، التي صنعتها شركة BAE Systems للجيش البريطاني ، على كل من الشحنة المقذوفة والشحنة الدافعة داخل أنبوب حالة واحد وهي مختلفة تمامًا عن القذائف التقليدية وهذا يسمح بإحداث تأثير أكبر لنفس عيار الذخيرة.

تنتج شركات الدفاع " Nexter و  BAE Systems"حاليا مجموعة متنوعة من الذخائر المتداخلة منها:

- القذائف الخارقة للدروع السهم الخارق  APFSDS-T وهي قادرة على اختراق أكثر من 140 ملم من الدروع المتجانسة المدلفنة (RHA) على مسافة 1500 متر ويمكن لهذه السهام ذات العيار الفرعي هزيمة جميع المركبات المدرعة الخفيفة وعربات قتال المشاة ، بما في ذلك تلك المحمية بشدة بالدروع الإضافية المتقدمة وتبلغ سرعتها 1500 م / ث ومعدل إختراقها 140 ملم على مسافة 1500 متر.

- القذائف المضادة للطائرات بدون طيار والمروحيات والطائرات الخفيفة A3B-T مع نطاق تشغيلي متزايد ودقة عالية للغاية وحمولة تصل إلى 200 حبة تنجستن ، توفر القذيفة المضادة للانفجار الجوي الجوي نظام التسلح المتداخل Cased Telescoped Armament System بقدرة عالية الفعالية مما يقلل من عدد القذائف اللازمة لتدمير الهدف , وتعتبر القذيفة المضادة للإنفجار الجوي Anti Aerial Airburst فعالة بشكل خاص ضد المركبات الجوية غير المأهولة وأنظمة الطائرات بدون طيار والمروحيات والطائرات منخفضة السرعة بسرعة 900 م / ث وبمدى 4000 م .

- قذائف ذخيرة متداخلة شديدة الانفجار قابلة للبرمجة GPR-AB-T ومخصصة للأغراض العامة لأهداف متعددة وهي عبارة عن ذخيرة شديدة الانفجار (HE) قابلة للبرمجة وتطلق انفجار "جوي" على أهداف يصل مداها الأقصى إلى 2500 متر وتم تحسين المقذوف الفريد بحيث يتفتت فوق الهدف، مما يؤدي إلى تغطية مساحة كبيرة على الأرض أو خلف الحواجز الوقائية ودفاعات العدو كما أنه يوفر القدرة على تحييد الأنظمة البصرية للمركبة وتبلغ سرعة 1.000 م / ث ويغطي بفعالية مساحة 125 م 2 .

- القذائف المخصصة للأهداف القوية GPR-PD-T وهي ذخيرة شديدة الانفجار قادرة على اختراق أكثر من 210 ملم من الخرسانة المسلحة المزدوجة, تم تحسين المقذوف الفريد للتجزئة وتوفر الذخيرة قمعًا فعالًا للتهديدات في الهياكل الحضرية والعربات المدرعة الخفيفة وتبلغ سرعتها 1.000م / ث بقدرة اختراق 210 مم للخرسانة بمدى 2500 م.

 بعد نجاح الإختبارات الميدانية للذخيرة المتداخلة يسعى الجيش الامريكي حثيثاً لإعتماد مشروع Next-Generation Squad Weapon والذي يعتمد الطلقات المتداخلة كمستقبل للذخائر النارية للمدفع الرشاش الخفيف LSAT ومع دخول الذخيرة المتداخلة للخدمة الفعلية ينبغي أن نعلم بأن أعمال تطويرها لا تزال مستمرة منذ 11 عام ويقوم الجيش الفرنسي والبريطاني والبلجيكي بإستخدام الذخيرة المتداخلة عيار 40 ملم في مركباتهم المدرعة بشكل فعلي.

Star InactiveStar InactiveStar InactiveStar InactiveStar Inactive