أعلنت كتائب القسام الجناح العسكري المسلح لحركة "حماس" دخول مسيرة "الزواري" الانتحارية الخدمة لأول مرة، واستخدامها أثناء عملية "طوفان الأقصى"، لتشارك في التمهيد الناري لعبور عناصر القسّام إلى مستوطنات غلاف غزة

ونشر الإعلام العسكري لحركة حماس مقطع فيديو ظهر فيه العشرات من عناصرها وهم يُطلقون مسيرات الذخائر المتسكعة "الزواري" نحو المستوطنات في منطقة غلاف غزة ، وقال في بيان له أن "سلاح الجو شارَك في اللحظات الأولى لمعركة طوفان الأقصى، يوم السبت، بالانقضاض على المواقع الإسرائيلية بـ35 مسيّرة تفجيرية من طراز الزواري.

ظهرت مسيرات "الزواري" الاستطلاعية للمرة الأولى في سماء غزة عام 2015، خلال احتفال حركة حماس بالذكرى السنوية ال28 لتأسيسها،  وكان أوّل ظهور قتالي لها في 19 مايو عام 2021، خلال معركة "سيف القدس " وسُمِّيت بهذا الاسم نسبة إلى القيادي في الجناح العسكري لحماس، المهندس التونسي "محمد الزواري".

ولد محمد الزواري بمدينة صفاقس التونسية عام 1967، ودرس هندسة الميكانيك بالمدرسة الوطنية للمهندسين بصفاقس قبل أن يتعلم الطيران، وعام 1991 سافر إلى لبيبا ثم إلى السودان، وبعد حصوله على الجنسية السودانية غادر الزواري إلى سوريا وفي العام 2006، التحق المهندس القائد بصفوف كتائب القسام في سوريا، وبعدها أصبح الركن الأساسي لنجاح مشروع الطائرات بدون طيار في ذلك الوقت.

وتعود حكاية النموذج الأول لمشروع كتائب القسام للطائرات بدون طيار والتي كانت تعرف باسم "الطائرة العراقية"، وهذا المشروع أشرف عليه الزواري مع أحد الضباط الكبار في الجيش العراقي والذي حصل على شهادة الدكتوراه بجامعة بغداد ومشروع التخرج لديه إنتاج طائرة بدون طيار وتحمل اسم "SM" (الحرف الأول نسبةً لاسم الرئيس العراقي صدام حسين والحرف الثاني لاسم الضابط نفسه)، وعمل الزواري ضمن فريق عمل هذا الضابط خدمة للقضية الفلسطينية.

وقاد الزواري فريق من مهندسي كتائب القسام في زيارة استكشافية لإيران والتقى بفريق خبراء مختص بالطائرات بدون طيار وأبدى استعداداه لتدريب الفريق وفي حينها تفاجأ الإيرانيون من خبرة الفريق القسامي وأنه قادر على تصنيع الطائرة وإطلاقها وبعد أن التقى فريقاً مختصاً بتصنيعها في إيران، درّب مهندسي القسام لإنجاز 30 منها. 

أفضت مساعي الزواري وفريق القسام لاحقاً إلى تطوير طائرات بوظائف ومهام متعددة كشفت المقاومة عن بعضها منها:

  • طائرة أبابيل: هي أول طائرة لكتائب القسام أُطلقت عام 2014 وأُنتجت ثلاثة نماذج منها وهي:
  • الطائرة ذات المهام الاستطلاعية.
  • الطائرة ذات المهام الهجومية "إلقاء".
  • الطائرة ذات المهام الهجومية "الانتحارية".

الخصائص الفنية لطائرة الزواري الإنتحارية " الذخيرة المتسكعة" :

  • الطول : 1.8 متر
  • طول الجناحين : 2.8 متر
  • الوزن : +12 كجم
  • السرعة : 80 كم /ساعة
  • إرتفاع التحليق : +3000 متر
  • النطاق : +25 كم
  • زمن التحليق : 40 دقيقة
  • الرأس الحربي : 3 كجم
  • الرأس الحربي : مدي قاتل بدائرة قطرها 25 متر مع مدي مؤثر 50 متر.
  • نظراً لخفة وزنها وسهولة حركتها، تستخدم مسيّرات الزواري في الاستطلاع والرصد وفي العمليات القتالية المباشرة، كما تستخدم في الحرب النفسية والمعنوية.
  • صغر حجمها وبصمتها الحرارية القليلة تمكنها من الاقتراب من الهدف بدون اكتشافها، أما بساطة التصميم والتكنلوجيا فتكفل إمكانية إنتاج أعداد كبيرة منها.

  • نظام الإطلاق لطائرة الزواري الإنتحارية : قاذف يعمل عبر نقل الهواء المضغوط من إسطوانة التشغيل كوسيلة لدفع الطائرة المثبتة علي انبوبة الإطلاق والتي بدورها عند دفع الهواء تنطلق في المرحلة الاولي لتبدأ الطائرة بالإرتفاع المناسب لمسار الرحلة ليتم بعدها يتشعيل المحرك المكبسي الذي يمكن الطائرة من التحليق علي إرتفاع +3000 م والوصول للهدف بسرعة تصل إلي 80 كم /ساعة في نطاق +25 كم مع زمن تحليق يصل إلي 40 دقيقة .
  • نظام التوجيه الخاص بطائرة الزواري الإنتحارية : تم دعم نظام الملاحة في مسيرات الزواري بوصلة بيانات ثنائية عبر الأقمار الصناعية حيث يتم برمجة المهمة للطائرة مسبقاً قبل الإقلاع مع إمكانية تعديل بيانات المهمة أثناء الرحلة وهذا يمكن كتائب القسام من إطلاق عشرات الطائرات من هذا النوع والتحكم في وجهة كل طائرة لتنفيذ مهام مختلفة لتحييد مجموعة متنوعة من التهديدات التي تؤثر علي تقدم عناصر المقاومة.
  • نظراً لخفة وزنها وسهولة حركتها، تستخدم مسيّرات الزواري في الاستطلاع والرصد وفي العمليات القتالية المباشرة، كما تستخدم في الحرب النفسية والمعنوية.
  • صغر حجمها وبصمتها الحرارية القليلة تمكنها من الاقتراب من الهدف بدون اكتشافها، أما بساطة التصميم والتكنلوجيا فتكفل إمكانية إنتاج أعداد كبيرة منها.

حقق إستخدام المسيرات الإنتحارية الزواري نجاحاً كبيراً وتفوقاً نوعياً في عملية طوفان الأقصى حيث تعدّ المسيرات أحد أهم وأحدث الأسلحة في العالم على المستويين الاستراتيجي والعسكري، وإمتلاك مثل هذه الأسلحة يوفر لمستخدمها الكثير من المزايا مقارنة بالأسلحة التقليدية , ويعتبر دخول "حماس" إلى نادي تصنيع الطائرات المسيّرة تحوُّل جذري في موازين الصراع العربي- الإسرائيلي.

وفرت المسيّرات لحماس إمكانية تنفيذ عمليات الرصد والإساطلاع ، وتحديد الأهداف، وكشف مواقع انتشار الجيش الإسرائيلي، وهذا الأمر ساعد في لتوجيه الصواريخ، وغيرها من العناصر القتالية وتحديد خريطة الأماكن الحسّاسة التي تريد قصفها.

 

Star InactiveStar InactiveStar InactiveStar InactiveStar Inactive