الإعلام العسكري هو عملية نقل الافكار والمعاني والاخبار بين طرفين مرسل وهو الجهة المعلمة ومستقبل وهي الجهة المتلقية للأعلام بقصد إيصال رسالة أو حملة إعلامية تهدف إلى التأثير في سلوك الأفراد والجماعات أو الشعوب والدول والمجتمعات سواء أثناء السلم

أو أثناء الحرب وتتخصص هذه الرسالة أو الحملة الإعلانية على أفراد القوات المسلحة خصوصا وأفراد الشعب بشرائحه وأطيافه عموما للوصول إلى أهداف يرغب القائمون بالإعلام العسكري أو الحربي الوصول إلى تحقيقها لأهمية هذه الأهداف والنتائج المتوقع حصولها في سلوك الأفراد والجماعات والمجتمعات والشعوب والدول.

تعريف الإعلام الحربي: هو جمع وتحليل ومعالجة البيانات والمعلومات والصور والحقائق والرسائل والتعليمات من كافة المصادر عن أنشطة القوات المسلحة، والتأكد من مصداقيتها وصياغتها بأسلوب يتقبله المجتمع ونشرها محليا وخارجياً ، باستخدام كافة وسائل الاعلام ، وذلك بهدف تزويد الشعب والقوات المسلحة بالمعلومات الصحيحة، واحباط نوايا الحملات المضادة التي تهدف إلى ضعف الروح المعنوية، أو التأثير على التلاحم بين الشعب والجيش، مع التأكيد على الولاء والانتماء للوطن.

تعريف الحروب: الحروب هي التصادم الفعلي بوسيلة العنف المسلح حسماً لتناقضات جذرية لم يعد يجدي معها استخدام الأساليب الأكثر أو الأقل تطرفاً، ومن هنا فإن الحرب المسلحة تمثل نقطة النهاية في بعض الصراعات الدولية.

خصائص الاعلام الحربي العسكري:

- الموضوعية: يجب أن يتناسب الاعلام الحربي والعسكري مع مهمة القوات المسلحة في مختلف المهام المنوط     بها.

- دقة المعلومات: هي إحدى النقاط الهامة للأعلام الحربي والعسكري بحيث تصل تلك المعلومة إلى المتلقي بالاسم والوصف والاستخدام والتوقيت الصحيح بما يجعله متفاعلا وواثقا من تلك المعلومة.

- السرعة: هي إحدى مميزات القوات المسلحة وتأتي أهميتها لمواكبة الاعلام العالمي كذلك من أجل احترام عقلية المشاهد وتوصيل المعلومة إليه وقت حدوثها ومن مصدرها الحقيقي وبكل حقائقها قبل أن تشوه من خلال وسائل الاعلام المضادة.

- المرونة: يستطيع من خلالها الإعلام الحربي والعسكري مجابهة المتغيرات التي تحدث سواء على المستوى الوطني أو العربي أو العالمي أو متطلبات المواقف المتغيرة داخل القوات المسلحة.

- التكامل: وذلك من خلال التنسيق مع وسائل الاعلام المختلفة المقروءة والمرئية والمسموعة بما يحقق له دوره الوطني في إطار منظومة العمل الاعلامي للدولة.

- التطور: بحيث يستطيع مجاراة الاحداث داخل حدود الدولة ويتسم بالتطور الدائم واقتناء الوسائل المتطورة واستخدام النظم الحديثة.

- التنوع: حيث يؤدي رسالته من خلال برامج متنوعة تعطي الأبعاد التالية، (دينية- علمية- اجتماعية ثقافية- وطنية وقومية- ترويحية- رياضية).

- الامن والوقاية: حيث يخضع لرقابة شديدة في مراحل التخطيط والإعداد والتنفيذ كما يخضع لتحليل المضمون وقياسات الرأي العام في كثير من الاحيان.

أسس وركائز بناء الاعلام العسكري والحربي:

يوجد هناك العديد من الركائز التي تمثل دعائم بناء الاعلام العسكري والحربي ومن أهمها:

  • يعد الارتباط الوثيق بين الاعلام الحربي والصراع الذي يعد من طبائع البشر وأمر لازم لتطور الحياة على وجه الارض واستكمال مسيرتها.
  • ان الاعلام الحربي هو اعلام متخصص ينظر إلى التطور الذي حدث في القوات المسلحة والتقنيات الجديدة لنظم التسليح، والتطور في الاستراتيجيات العالمية، ويبسطها بأسلوب يمكن أن تتلقاه كافة الجماهير بسهولة، ويصل عقلها وقلبها بيسر.
  • ان حالة السلم لا تعني غياب الدور الاساسي للقوات المسلحة، لان مهمتها في وقت السلم، هو الاستعداد الدائم والحفاظ على الكفاءة القتالية، وترقب المخاطر والتهديدات التي يمكن أن تتعرض لها الحدود البرية للدولة أو سمائها أو مياهها الاقليمية، والاستعداد الدائم للقتال هو نوع من التحفز للحرب المفاجئة تقوم به عناصر خدمة لها القدرة على المواجهة إلى حين التعبئة العامة الكاملة، ونجاح خطة التعبئة ومدى استجابة الجماهير لها، هي الحقيقة التي ضع اللبنة الاول في النصر، وكل هذا يحتاج الى اعلام حربي متقدم يربط ما بين مصلحة الوطن وولاء الشباب.
  • وطالما أن القوات المسلحة هي جزء من الشعب لذلك يجب أن يلم الشعب بنظمها وقدراتها وكفاءتها ومدى استعدادها وتطورها، وأن يتعرف من خلال وسائل الاعلام الحربي على حجم المخاطر والتحديات المحيطة بالدولة، خاصة في حالات تصاعد التوتر والازمات التي تستدعي استخدام القوات المسلحة.

مبادئ الاعلام العسكري:

  • يعتمد الاعلام العسكري والحربي على وثائق لا تتوفر لدى أي نوع من أنواع الاعلام.
  • يعتمد الاعلام العسكري على شبكة صحفيين ومراسلين ومتخصصين بشؤون الحرب وتغطية أخبار ساحات القتال وتحليل هذه الاخبار والمعلومات وإرسالها بسرية وعناية من اجل استخدامها في البث بطريقة تختلف عن الاعلام العادي.
  • هناك مواثيق شرف تقيد الصحافة والصحفيين والمراسلين وهذه المواثيق تعد محليا ودوليا ويقسم عليها احيانا للعمل بها، إلا إن المراسلين الحربيين المتخصصين والعامل مع الصحافة والاذاعة والقنوات العسكرية كثيرا ما يشدو عن هذه القاعدة لان في حالة نشوب نزاعات مسلحه أو حروب يستخدم كل المحاولات الاستراتيجية للتغطية الاعلامية دون إعطاء أهمية أو التزام كامل بمواثيق العمل الصحفي او المراسلات لذلك نجد اخبار في الاعلام العسكري لا تقرا او تشاهد في الاعلام المدني.
  • الاعلام بكافة انواعه واشكاله ووسائله وادواته يكون إما مملوكا للدوله او قطاع خاض، اما الاعلام العسكري يكون مملوك للدولة وتحت تصرفها وتحت رقابتها لأنه متخصص في الشؤون العسكري.

أهداف الاعلام العسكري:

  • غرس مبادئ العقيدة العسكرية وتأكيد قيم التضحية والبدل والعطاء في سبيل العقيدة والوطن، والتهيئة النفسية والمعنوية لتعمل على تكوين الكيان العسكري للدولة.
  • غرس روح الانتماء لهذا الوطن والحفاظ عليه وفرض إرادة الشعب على من سواه وتأكيد الولاء لله والوطن.
  • التصدي اعلاميا لأية هجمة اعلامية لحرب نفسية قد يكون من شأنها التأثير على الروح المعنوية أداء القوات المسلحة والمواطنين بشكل عام.
  • التعريف بالموقف السياسي للدولة وتطوراته من خلال شرح أبعاد الرأي العام الداخلي والخارجي وموقف القوى المختلفة سواء المؤيدة والمساندة لموقف الدولة أو المتحالفة والمؤيد لأعدائها.
  • التوعية الوطنية من حيت ابراز التاريخ العسكري للوطن لتأكيد مفاهيم الحرية والهوية والانتماء للوطن وواجب الدفاع عنه.
  • تنمية إرادة القتال ورفع الروح المعنوية لأفراد القوات المسلحة للدفاع عن الوطن.
  • تغطية العمليات العسكرية في الحرب ونقل الصورة الصحيحة لتطور الصراع المسلح والاعمال القتالية عند نشوب المعارك والازمات.

وسائل الاعلام العسكري: ان الاعلام العسكري اعتبر اساسا للتفوق والنصر في شتى المعارك، وهو أداة سحرية رهيبة قادرة على تحويل الابيض إلى الاسود وتحريك الجبال لحسم المعارك، وكسر المفاهيم التقليدية للتدفق الحر للمعلومات، لذلك فإن من وسائله ما يلي:

أولا: الاعلام المقروء (الصحافة): ان للصحافة العسكرية وظائف متعددة سواء في الحرب أو السلم على حد سواء وتعتبر من أهم أدوات تحصين الجبهة الداخلية وخلق التفاف شعبي حول القيادة السياسية وثقة بالمؤسسة العسكرية بما يتيح أخد القرارات الصعبة والمصيرية.

تانيا: الاعلام المسموع (الاذاعة): ان الاذاعة في الحروب تعمل على الاتصال بالجماهير و إرسال برامجها، من موسيقى حربية وخطب حماسية و اخبار النصر وتباشير الفوز وذلك للتعبئة ضد العدو، كما يركز على النبرة الحماسية والانفعالية في استثارة العواطف ومشاعر الجماهير في وقت الحروب وتركز الاذاعة ايضا على البعد التاريخي والاجتماعي للدولة أتناء الحرب.

ثالتا: الاعلام المرئي (التلفزيون): التلفزيون مرأة عاكسة للتناقضات والأحداث اليومية المتغيرة مع الزمن فهو وسيلة البث الاذاعي المرئي اللامحدودة وأداة العولمة الكونية التي وحدث الرؤيا الحديثة للحياة وقرب المسافات بين الشعوب والامم على اختلاف ثقافاتهم حتى اصبحت الأزمات المحلية دولية عابرة للقارات ولا تعرف نقطة توقف واحدة بل تشمل كل الاصقاع، ويعمل التلفزيون على نقل الاحداث طريا من موقع الحدث صوتا وصورة، بحيث يعيش المشاهد الموضوع بكل تفاصيله.

رابعا: الانترنت: يشكل الانترنت محطة رئيسية لعرض الاحداث السياسية والاقتصادية والعسكرية والعالمية، وراقب الجميع دور هذه الوسيلة، في الاحداث التي مرت بها المنطقة العربية بعد 2011م وسرعتها في نقل الحدث وتوجيه الناس والتحكم في تغيير أرائهم.


المقال ورقة بحتية أعدها الكاتب كمشاركة في مجلة بحوث الاتصال وهي مجلة علمية محكّمة نصف سنوية تصدرعن كلية الفنون والإعلام جامعة الزيتونة ونشرت في العدد الثالث.السنة الثانية الصادر في يونيو2018 م.

تقييم المستخدم: 2 / 5

Star ActiveStar ActiveStar InactiveStar InactiveStar Inactive