تهدف التدريبات والمناورات العسكرية عادة إلى رفع مستوى الكفاءة القتالية ودرجة الإستعداد القتالي الدائم للوحدات العسكرية المقاتلة وكذلك الوحدات المكلفة بالدعم اللوجستي والمساندة الفنية بما يكفل تحقيق المهام بنجاح من الناحية الفنية والمادية بغية الوصول لمستويات عالية من الإحترافية والجاهزية القتالية وإكتساب خبرات قتالية عالية

وتقام التدريبات والمناورات في نهاية ما يسمى يالعام التدريبي ضمن خطط التدريب السنوية التي تقوم بها وتؤديها القوات المسلحة لآية دولة لرفع المستويات والجاهزية القتالية لمنتسبيها ولكن في الحالة الروسية توجس الغرب خوفاً من تلك التدريبات التي لفتت الإنتباه وأثار التساؤلات مؤخراً فذلك الكم الكبير من المناورات المشتركة والتدريبات الإعتيادية والمفاجئة التي تقوم بها تشكيلات القوات المسلحة الروسية لإختبار كفاءتها التشغيلية وإستعدادها القتالي ورفع وتطوير المستويات القيادية العسكرية ومعرفة مدى قدرتها على التخطيط لتنفيذ العمليات القتالية بنجاح بمشاركة الأسلحة المشتركة يجعلها تعيش هاجس الخوف والقلق من تحركات الدب الروسي .

إختلطت التفسيرات السياسية والعسكرية للتدريبات الروسية التي تجرى بوتيرة عالية لوحدات الجيش الروسي بمختلف تشكيلاته بين منتقد ومتوجس ومشكك في النوايا التي قد تكون وراء ذلك ومن الطبيعي أن تكون لمثل هذه الأحداث أسباباً سياسية تكمن وراء الإهتمام الروسي المتزايد بتحديث قواتهم والوصول بها لمستويات عالية من الكفاءة والقدرة العسكرية . 

وللوقوف على الأسباب وراء تلك التحركات والتدريبات الشاملة سنعود قليلاً للوراء ففي العشرين من يناير عام 2007م كشف الجنرال محمود غارييف الخطوط العريضة للعقيدة العسكرية الجديدة في الاتحاد الروسي في نهاية المؤتمر الذي رعته أكاديمية العلوم العسكرية التي يرأسها والذي أقيم في مقر وزارة الدفاع في موسكو والتي تقضي بوجوب أن تتصدى بلاده لعدم الاستقرار في بلدانٍ معينة، وخصوصاً للحروب التي ستثيرها الولايات المتحدة في سياق بحثها عن الموارد الطبيعية النفط والمياه ، الخ مع إمتناع روسيا عن نيتها للدخول في أية مواجهةٍ مباشرة معها وتصمم دفاعاتها لتلعب دور الحَكم العالمي إلى جانب ضرورة التحديث الشامل للقوات المسلحة بكافة فروعها لتتمكن من تنفيذ مهامها بشكل فاعل .

في الحقيقة لا تتعارض سلسلة المناورات العسكرية الروسية والتي يعتبرها الغرب منغصاً لعلاقاتهم مع التوجه الروسي الذي يؤكد عليه القادة الروس ويذهيون إليه في تصريحاتهم الموجهة للشركاء الغربيين كما ينعتونهم وهو المحافظة على مستوى الجاهزية القتالية لقواتهم في البر والبحر والجو والفضاء والإستعداد الدائم لحماية روسيا ومصالحها إلا أن الغربيون يتهمون الكرملين بتصعيد حدة الخطاب والتحركات العسكرية المريبة ضدهم بتلك السلسلة من المناورات ويعتبرونها سياسة إستفزازية ضد الناتو قد تقود لما لا يحمد عقباه .

وفي الواقع فإن وجود مناورات وتدريبات بهذا الكم الكبير والإعلان عنها يثير العديد من التساؤلات فهل هي فعلاً رسالة موجهة أم أنها فقط إختبارات إعتيادية للتأكد من جاهزية القوات وقدرتها على الرد تجاه خطر محتمل قد ينشأ نتيجة لرد فعل معين أم هي تدريبات  مبرمجة سلفاً تؤكد حرص القيادة الروسية على الإعداد والتخطيط الجيد للأنشطة التدريبية لخلق بيئة غنية بالمهارات اللازمة لمتابعة التكتيكات القتالية الحديثة بما يساهم في رفع مستوى الاستعداد القتالي لكافة وحدات الجيش الروسي أم أنها حرب باردة جديدة وسباق تسلح محموم تقوده الدول العظمى كل تلك التساؤلات تبحث عن إجابات شافية ومقنعة.

ومع أن تلك التساؤلات المشروعة أجاب عليها وزير الدفاع الروسي الفريق "سيرغي شويغو" مراراً خلال تصريحاته التي أكد فيها بأن تدريبات الجيش الروسي التي ازدادت كثافتها مؤخراً، لا تشكل تهديدا لأي أحد وشدد على أن القوات المسلحة الروسية ملزمة بأن تكون قادرة على ضمان أمن البلاد وأنهم يعتبرونها أي التدريبات الشرط الأساسي لضمان إستمرار الاستعداد القتالي للجيش في الدولة لكن الغرب والناتو لا يطمئنون لذلك وهل حقاً هذه الإجابات كافية لطمأنتهم وهل هي مقنعة لهم وهم يتابعون تلك المناورات المتتالية المتتالية التي ما إن تنتهي واحدة حتى تبدأ التي بعدها بوتيرة عالية من الحماس والتجهيز تصاحبها متابعة إعلامية متميزة لإبراز نجاح الأسلحة والمعدات الروسية وإظهار المستوى العالي لآداء وحدات الجيش الروسي المختلفة.

في إعتقادي أن هذه المناورات والتدريبات تعلن عن طموح وآمال الدب الروسي الذي نهض من جديد ليعلن عن قوته وجاهزيته ووجوده بعد أن غيرت مواقفه الأخيرة الكثير في معادلات السياسة الدولية فالقوة تدعم السياسة وتقف وراءها ولا قوة بلا جيش ولا جيش بدون إعداد وتدريب وهذه الإجراءات والتدريبات أعادت لروسيا وجهها القيادي في توجيه دفة الأحداث ولعل ظهور بعض الأسلحة الذكية في الحملة على الإرهاب في سوريا كان بمثابة المفاجأة والحقيقة المذهلة التي وصلت لها التقنيات والصناعات الحربية الروسية بعد أن وجهت ضربات دقيقة بصواريخ كروز كاليبر من على بعد 1500 كم بنجاح باهر .

ثمة جملة من الإجراءات إتخذتها القيادة الروسية من أجل رفع القدرات القتالية للمناطق العسكرية وكافة تشكيلات القوات المسلحة الروسية وهذه أيضاً يجب ألا نهملها عندما نريد الحديث عن القدرات الفعلية لها فهي تعمل منذ فترة على تلبية احتياجاتها المادية والتقنية وتحسين النظم اللوجستية والإهتمام بأماكن التدريب والأمور الثقافية والحياتية في مختلف المناطق العسكرية وحتى منطقة القطب الشمالي ذات المناخ القاسي تم تهيئة الظروف الملائمة للدفاع عنها كما أوعزت القيادة بإنشاء نظام مواصلات جديد آمن وفعال يضمن إمدادات وزارة الدفاع بالطرق البحرية في القطب الشمالي وفي جزر الكوريل كما تتخذ الإجراءات اللازمة لتطوير منظومة فاعلة لإدارة الموارد الموحدة إلى جانب القيام بإجراءات هيكلية تنظيمية مهمة في كافة فروع القوات المسلحة حيث تم إنشاء القوات الجوية الفضائية الروسية كصنف جديد من القوات العاملة وتشكيل القيادة العملياتية الاستراتيجية لأسطول الشمال الروسي وتم كذلك إنجاز إنشاء الشبكة العنكبوتية المغلقة للمعلومات السرية والتي باشرت العمل فعلياً وهي للعلم لا تتصل بالشبكة العالمية "الإنترنت" ولا يمكن دخولها إلا من خلال أجهزة الكمبيوتر المرخصة من قبل دائرة حفظ أسرار الدولة بهيئة الأركان العامة للقوات المسلحة الروسية تفادياً لعمليات الإختراق والقرصنة والحرب الإلكترونية وأيضاً إدخال منظومة غلوناس للملاحة الفضائية للعمل في شكلها العسكري كما تم زيادة عدد الطائرات بدون طيار بنسبة بلغت حوالي عشرة أضعاف في الجيش الروسي منذ العام 2011 وبلغ 1.72 ألف قطعة بينما إزداد عدد الروبوتات العسكرية الأرضية ثلاثة أضعاف والروبوتات البحرية أربعة أضعاف.

كما تم فعلياً تزويد مختلف وحدات الجيش بالأسلحة والمعدات القتالية الحديثة البعيدة المدى والعالية الدقة بنسبة تجاوزت 47% لتبلغ معدل زيادة القدرات القتالية للقوات المسلحة الروسية نسبة 32%  وهذا المؤشر يعتبر كبيراً إذا ما قورن بمعدلات مشابهة للجيوش الأخرى .

ولإدراك حجم تلك المناورات والتدريبات الروسية نستعرض عدداً من المناورات المعلن عنها عبر وسائل الإعلام الروسية وذلك وفقاً لبيانات وزارة الدفاع ورئاسة الأركان الروسية والتي أقيمت خلال الفترة من : 1-1-2016م وحتى : 31-10-2016م حسب الجدول التالي :

   ت

 الزمان

 المكان

الجهة المعلنة

         نوع المناورة والتدريب القتالي

1

10.01.2016

موســكو

المكتب الصحفي لوزارة الدفاع الروسية

الإعلان عن أن قوات الصواريخ الاستراتيجية الروسية ستجري العام الجاري ما يزيد عن 100 تدريب للقيادة والأركان كما ستجري تدريباً تكتيكياً وخاصاً.

وأوضح الناطق أن ما يزيد عن 40 فوجاً من الصواريخ ستظل طيلة العام الجاري مجهزة للقتال بمختلف درجاته مشيرا إلى أن وحدات قوات الصواريخ الاستراتيجية ستخضع لاختبارات استعدادها القتالي وستُجرى بشكل مفاجئ.

الجيش الروسي يتسلم 1.5 ألف طائرة من دون طيار

هذا وقال الناطق باسم وزارة الدفاع الروسية إن القوات المسلحة الروسية تسلمت في الأعوام الأربعة الأخيرة 1.5 ألف طائرة حديثة من دون طيار بمختلف أنواعها .

2

21.01.2016

مقاطعتي (فولغوغراد) و(روستوف على الدون) إقليم كراسنودار

المكتب الصحفي للمنطقة العسكرية

و الجيش الجوي الرابع.

اختبار مفاجئ للاستعداد القتالي.

خضعت للاختبار وحدات وتشكيلات الطائرات الحربية المرابطة في مقاطعتي (فولغوغراد) و(روستوف على الدون) الواقعتين في جنوب روسيا شاركت فيه ما يزيد عن 40 طائرة، بما فيها قاذفات "سو -24 أم" وسو"-34"، وطائرات الاستطلاع "سو – 24 أم بي"، إضافة إلى نحو ألف عسكري خضعوا للاختبار المفاجئ.

تفذ الطيارين خلال الاختبار 20 طلعة جوية حيث وجهوا ضربات جوية إلى الأهداف البرية الواقعة في ميدان تدريب بإقليم كراسنودار. وذلك باستخدام القنابل شديدة الانفجار وقنابل الشظايا. أما طائرات الاستطلاع فقامت باستطلاع الأهداف التابعة للعدو الافتراضي.

3

26.01.2016

البحر الأبيض المتوسط

 

الناطق باسم الأسطول الشمالي الروسي.

 

تدريبات سفينة "الأميرال كولاكوف" الحربية الروسية لمكافحة الغواصات على الدفاع الجوي .

شاركت في تلك التدريبات أطقم منظومات الصواريخ والمدافع المضادة للجو "كينجال" و"آكا – 100" و"آكا 630".

هدف التدريبات هو التأكد من استعداد أطقم وحدات الدفاع الجوي ووحدات الاستطلاع اللاسلكي التقني في السفينة لتنفيذ مهام صد الهجوم المفاجئ للعدو الجوي الافتراضي من مختلف الارتفاعات والاتجاهات وكانت هناك حسب الناطق، أهداف تحاكي هجوم طائرات ومروحيات للعدو الافتراضي.

4

04.02.2016

المنطقة العسكرية الجنوبية

أبخازيا

منطقة الغابات الجبلية - أديغييا

المكتب الصحفي للمنطقة العسكرية الجنوبية

تدريبات قتالية لوحدات الدفاع الجوي ولواء مشاة ميكانيكية

1-تدريب وحدات الدفاع الجوي المرابطة في قاعدة عسكرية روسية في أبخازيا لصد ضربات جوية منفردة وجماعية لعدو افتراضي أثناء تدريباتها القتالية, شارك في التدريبات 150 عسكرياً و20 قطعة من معدات الدفاع الجوي بما فيها منظومات محمولة وذاتية الحركة من صواريخ الدفاع الجوي.ركز المتدربون على إتقان رادارات "غارمون" الحديثة الصغيرة الحجم التي تستطيع اكتشاف الأهداف على مسافات حتى 45 كم وتحديد تبعيتها وإرسال معلومات الدلالة عليها إلى منظومات القيادة الآلية.
2-تدريب تعبوي لوحدات من لواء المشاة الميكانيكية المرابط في أديغييا في منطقة جبلية بمشاركة نحو 400 عسكري وبإشراك أكثر من 30 قطعة من المعدات العسكرية والتجهيزات الخاصة لغرض تحسين مهارات العسكريون العملية اثناءخوض الأعمال القتالية وإجراء عمليات الاستطلاع والإغارة وتنفيذ الرمي السريع من الأسلحة الخفيفة في الجبال والغابات وإستخدام تجهيزات التسلق وأساليب البقاء على قيد الحياة في الجبال في ظروف نقص الأكسيجين وغير ذلك.

5

03.02.2016

مقاطعة بسكوف شمال غرب روسيا

المكتب الصحفي للمنطقة العسكرية الشمالية

تدريبات لقوات المظليين الروسية

نفذ مظليون روس تدريبات استخدموا خلالها أحدث أنواع التجهيزات والأسلحة والمعدات لدى الجيش الروسي حيث نفذ العسكريون تدريباً تجاوزا فيه عوائق مع تنفيذ الرمايات بالرشاشات القصيرة وهم يرتدون الزي العسكري المستقبلي متكامل الوظائف "راتنك" التي زود بها الجيش الروسي المظليين لتحسين الاتصال بين الأفراد والوحدات وزيادة فعالية القوات المسلحة الروسية وجرى تجهيز المظليين بـ40 نوعا من التجهيزات، من بينها سترات واقية وخوذات ذات منظار حراري وسماعات خاصة وغير ذلك.

6

10.02.2016

بحر قزوين

المكتب الصحفي للمنطقة العسكرية الجنوبية

تدريبات سفن أسطول بحر قزوين

بدأت سفن أسطول بحر قزوين رمايات بمدفعيتها وصواريخها باتجاه أهداف أرضية ساحلية وبحرية وجوية في إطار اختبار مفاجئ للاستعداد القتالي في المنطقة العسكرية الجنوبية أبحر تجمعين من سفن أسطول بحر قزوين من مينائي مرابطتهما إلى مناطق التدريب الواقعة في عرض بحر قزوين لإجراء الرمايات المقررة.

جرت هذه التدريبات بإشراك 20 سفينة حربية وسفينة تأمين فيها بينها طراد "داغستان" المزود بمنظومة درع صاروخية وسفن أخرى مزودة بصواريخ موجهة وسفن مسلحة بمدافع وكاسحات ألغام وزورق مخصص لمكافحة مجموعات التخريب وكذلك سفن تابعة لمصلحة الهيدروغرافيا وسفن مساعدة.

وتدربت كاسحات الألغام في إطار هذا التمرين على تمرير قوافل السفن عبر حقول الألغام.

7

10.02.2016

مناطق مجاورة للحدود الجنوبية لروسيا

وزارة الدفاع الروسية

تدريبات لوحدات الجيش الروسي شارك فيها حوالي 8500 جندي و 900 آلية عسكرية و 50 سفينة حربية و200 طائرة حربية وهليكوبتر.

8

18.02.2016

-مقاطعة أرينبورغ الروسية

- ميدان "كابوستين يار" للتدريب

جمهورية بشكيريا.

 

المنطقة العسكرية المركزية للجيش الروسي

 

تدريبات صاروخية أرض أرض وأرض جو

1-تدريبات على إطلاق صواريخ "إسكندر" في المنطقة العسكرية المركزية للجيش الروسي يشارك فيه 400 عسكري ضمن أحد ألوية صواريخ أسكندر.

2- تدريبات لواء الصواريخ  المزود بصواريخ "بوك – أم 2" الحديثة المضادة للجو المرابط في جمهورية بشكيريا.

9

19.02.2016

-المنطقة العسكرية الجنوبية

- إقليم كراسنودار الروسي

المكتب الصحفي للمنطقة العسكري الجنوبية

تدريبات الطلاب العسكريون

تدريب المتدربين على تدمير الأهداف الجوية للعدو الافتراضي باستخدام صواريخ "تور- أم أو" المضادة للجو والمنظومات المنقولة لصواريخ "إيغلا" المضادة للطائرات.

 

10

28.02.2016

أقليم بورياتيا الروسي شرقي سيبيريا

المكتب الإعلامي للمنطقة العسكرية الشرقية

تدريب تعبوي للواء صواريخ بمنظومات إسكندر الحديثة

هدف التدريبات هو تقييم قدرة قادة الوحدات على اتخاذ قرارات مستقلة في مختلف ظروف مواقف القتال والتدريب.

وقامت بـ 10 مهام قتالية تدريبية، بما فيها نشر منصات صواريخ "إسكندر" وتوجيه ضربات افتراضية رمزية إلى مواقع العدو وصد هجوم مجموعات إرهابية.

تقييم المستخدم: 2 / 5

Star ActiveStar ActiveStar InactiveStar InactiveStar Inactive