قصيدة شعرية أنشدها أمير الشعراء أحمد شوقي في نكبة دمشق إبان قصفها من الاستعمار الفرنسي ولا تجد هذا المعنى الذي تحويه القصيدة إلا ويرمز لهذه الايام، فلم يمر على دمشق وما حولها من مدن سورية مثل حمص وحلب والرقة ودير الزور ودرعا وغيرها مثل هذه الايام العصيبة فهي لم تشهد مثلها من قبل،

فالدمار والخراب هذا لا يقاس بما يعانيه البشر الذين يعيشون القتل والتهجير والجوع والإعتقال والتعذيب، ومن المشهد العام في الثورة السورية المباركة تأخذنا بعض الأحداث للتنقل بين المناطق السورية فجميعها لاتعرف الاستقرار، فبعد اقتحام قوات النظام لمعلولا شمال دمشق وبسط السيطرة عليها بالتعاون مع قوات حزب الله اللبناني ينشر الاعلام السوري زيارة بشار الاسد للبلدة متفقدا الدمار الذي طال بعض معالمها ، وبعد استكمال سيطرة قوات الاسد على خط يبرود-رنكوس تحاول فتح طريق عسكري من مستودعات دنحا باتجاه بلدة النبي شيت اللبنانية وتهدف هذه الخطوة لتأمين الأسلحة النوعية الموجودة داخل تلك المستودعات باتجاه معقل حزب الله اللبناني عبر حرف وادي الهوى الموجود على أطراف قرية طفيل اللبنانية. يأتي ذلك وسط استمرار الحملة العسكرية التي يشنها الطيران الحربي على دمشق وريفها
وقد اعتبرت سوريا الاخطر عالميا بالنسبة للصحافيين وذلك حسب تقرير أصدرته لجنة حماية الصحافيين ، في حين تم إطلاق سراح أربعة صحافيين فرنسيين بسوريا بعد اختطافهم في حلب والرقة شهر يونيو العام الماضي ، وقبل أقل من شهر أطلق سراح صحافيين إسبانيين بعد احتجاز دام قرابة ستة أشهر ، وكانت 13 من كبرى وسائل الإعلام العالمية بينها نيويورك تايمز وبي بي سي نيوز، ووكالات رويترز، وأيه بي و فرانس برس، قدرت في ديسمبر الماضي عدد الصحافيين المحتجزين في سوريا بأكثر من ثلاثين صحافيا .
وبخصوص السلاح الكيماوي فقد أعلن الرئيس الفرنسي أن بلاده تمتلك بعض المعلومات تفيد باستخدام النظام السوري أسلحة كيمياوية ولكن من دون أن تملك "أدلة" على هذا الأمر. وذكرت منظمة حظر الأسلحة الكيمياوية أن النظام السوري قام حتى في فترة قريبة بنقل أغلب ترسانته الكيمياوية من أراضيه، كما يذكر مركز توثيق الانتهاكات في سوريا التابع للمعارضة، أنه رصد استخدام النظام السوري خلال العام الجاري غازات كيمياوية وسامة 14 مرة ضد أهداف مدنية وعسكرية، أسفرت عن مقتل 22 وإصابة 259 .
فقد استخدم النظام الكيمياوي ثلاث مرات في جوبر في دمشق باستخدام قنابل يدوية، ومرة في كل من داريا وعدرا في ريف دمشق باستخدام القنابل أيضاً.
أما حرستا في ريف دمشق فتم استهدافها ثلاث مرات دون معرفة طريقة استخدام الكيمياوي، كما استهدفت كفرزيتا في حماة ثلاث مرات بالكيمياوي بالقصف بالبراميل المتفجرة، ومرة واحدة في كل من التمانعة في إدلب وعطشان وزور الحيصة في حماة بالبراميل المتفجرة.
وقد ذكرت في هذه الأثناء البعثة المشتركة لمنظمة حظر الأسلحة الكيميائية والأمم المتحدة أن نحو 8% من الترسانة الكيميائية السورية لاتزال داخل سوريا، وذلك بالرغم من انقضاء المهلة التي وضعتها المنظمة الدولية لدمشق من أجل استكمال تسليم مخزونها من السلاح الكيماوي.
وفي هذا السياق، قال دبلوماسيون غربيون إن هناك معلومات استخبارية تفيد بأن سوريا مازالت قادرة على إنتاج أسلحة كيميائية.
ومن جهة أخرى ، قدمت للمحكمة الدولية قرابة 25 وثيقة جميعها تدين نظام الاسد لإستخدامه السلاح الكيماوي وارتكاب جرائم القتل والإغتصاب وغيرها من التهم ، وقد وثقت الهيئة العامة للثورة استشهاد حوالي 90 شخصا في مدينة حلب إثر سلسلة قصف بالبراميل المتفجرة ، والعشرات أصيبوا بحالات اختناق نتيجة قصف ببرميل متفجر يعتقد أنه يحوي غاز الكلور على بلدة تلمنس في ريف إدلب ، وسط استمرار الاشتباكات في مدينة حمص حيث تحاول قوات النظام اقتحام الأحياء المحاصرة .
والاشتباكات شبه يومية في محيط هذه البلدة بين المعارضة وقوات النظام, وقد أعطب الجيش الحر عربة تابعة للنظام قرب معسكر وادي الضيف في معرة النعمان بريف إدلب. وقد واصلت قوات النظام قصفها براجمات الصواريخ والبراميل المتفجرة والدبابات على حي الوعر وأحياء حمص المحاصرة، كما طال قصف المدفعية الثقيلة والدبابات مدينة تلبيسة وقريتي العامرية وعيون حسين وبلدة الغنطو بريف حمص الشمالي.
ودفعت هذه المعارك قوات المعارضة لتكثيف هجماتها على قوات النظام المتمركزة في ريف حمص الشمالي لتخفيف الضغط عن قواتها داخل أحياء مدينة حمص .
وقد قصفت كتائب الجيش الحر مواقع للنظام في أحياء تقطنها أغلبية مؤيدة للنظام في أحياء بحمص, كما سيطر الجيش الحر على حاجز للنظام بالقرب من قرية الغاصبية بريف حمص الشمالي ، وقد سقطت قذيفتا هاون قرب مبنى البرلمان وسط العاصمة السورية دمشق ، كما سقطت قذيفتان أخريان على حي الشعلان قرب مبنى وزارة الصحة ما أدى إلى مقتل عنصري حرس الوزارة.
واستهدف القصف أيضا حيي جوبر والعسالي، في حين سقطت قذائف أخرى بمحيط سوق الهال بمنطقة الزبلطاني وسط دمشق ما ألحق أضرارا مادية.
و ألقى الطيران المروحي للنظام البراميل المتفجرة على بلدة خان الشيخ وقصف براجمات الصواريخ والمدفعية الثقيلة مدن وبلدات داريا والمليحة وعدة مناطق بالغوطة الشرقية، ووسط اشتباكات مستمرة على أطراف بلدة المليحة ، وقام النظام بإلقاء البراميل المتفجرة والصواريخ الموجهة على أحياء مساكن هنانو بمدينة حلب ما أدى إلى اشتعال النيران بأحد المباني والمستشفى الميداني، في حين قتل خمسة مدنيين وأصيب عدد آخر بجروح في قصف على حي الصاخور بحلب.
كما قصف الطيران الحربي والمروحي بالبراميل المتفجرة مدن وبلدات حيان وحريتان وأطراف مدينة الأتارب, وفي بلدة المنصورة بريف حلب، قتل ثلاثة أشخاص وجرح عدد آخر جراء غارة جوية على بلدة المنصورة بريف حلب الغربي، وفق سوريا مباشر. وذكرت مصادر إعلامية أن أكثر من 60 شخصا قتلوا وأصيب العشرات في قصف جوي بالبراميل المتفجرة على أحياء في حلب وريفها.
وفي حماة ، دارت اشتباكات بين الجيش الحر وقوات الدفاع الوطني المؤيدة للنظام في محيط قريتي الزغبة وقصر أبو سمرة في ناحية صوران بريف حماة.
وبعد أقر البرلمان السوري موعد الانتخابات الرئاسية وهو شهر يونيو وبعد إعلان بشار الاسد عزمه خوضها لفترة رئاسية أخرى، واستنكار العالم هذه المسرحية التي كانت نهايتها فوز بشار الأسد بفترة رئاسية أخرى وقد طالبت قوى المعارضة جميع الشعب السوري برفض هذه الانتخابات وعدم المشاركة فيها .
ومن خلال معركة عواصف الصحراء قام الثوار بإسقاط طائرة والقتلى بالعشرات في منطقة القلمون ، وقد تمكّن الثوار في المرحلة الأولى من هذه المعركة قطع طريق دمشق - بغداد الدولي، والسيطرة على مفرزة بئر الجروة، وإسقاط طائرة حربية طراز "سوخوي" قرب مطار الضمير، ودكّ المطار بصواريخ غراد، بالإضافة إلى السيطرة على مستودع آخر بالمنطقة.
وفي المرحلة الثانية من هذه المعركة تمكّن الثوار خلالها من السيطرة على كتيبة الستريلا، وبذلك يكون تمت السيطرة على كامل الأهداف الموضوعة ضِمْن الخطة، حيث ما زال الطريق الدولي دمشق - بغداد مقطوعًا بشكل كامل حسب المصادر الاعلامية . وأسفرت نتائج المعركة عن تكبيد قوات النظام خسائر فادحة في الأراوح والعتاد، حيث تم خلال المعركة قتل العشرات من قوات النظام داخل القطع العسكرية التي تمت السيطرة عليها بالإضافة إلى المؤازرات التي قدمت لإسنادها. كما اغتنم الثوار خلال هذه المعركة عشرة مدافع عيار 23 ملم، ومدفعين عيار 57 ملم، ورشاش 14.5، وعددًا من الأسلحة الفردية والذخائر.
وذكرت كتائب غرفة أهل الشام أنباء عن مجزرة مروّعة بحق المعتقلين قامت بها قوات الأسد في حي الزهراء شمال غربي مدينة حلب. وقد عثر الثوار في أحد المباني المحررة بجمعية الزهراء في حلب على عدد من الجثث يعتقد أنها لمعتقلين، كانوا في المخابرات الجوية. وأظهر شريط فيديو بث على الإنترنت عددًا من الجثث لم يتمَّ التعرف عليهم بسبب تحللها جميعًا. وكانت كتائب الثوار تمكنت من السيطرة على عدة مبانٍ في محيط المخابرات الجوية.
وقد تمكنت كتائب الجيش الحر في ريف درعا من تحقيق انتصارات جديدة، تم من خلالها فك الحصار عن مدينة نوى ، بعد السيطرة على عدة نقاط استراتيجية. و سيطرت الجيش الحر على طريق العلان بعد اشتباكات مع قوات النظام، وتمكنت من تحرير الكتيبة المتمركزة على رقة خزنة، و اغتنمت كميات من الأسلحة و الذخائر. وقد تعرض رتل قوات النظام المنسحب من المناطق السابقة إلى عملية تدمير كاملة من قبل كتائب الجيش الحر، بحسب مصادر إعلامية .وكانت عدة فصائل من المعارضة بالإضافة إلى كتائب الجيش الحر من المشاركة في معركة أطلق عليها اسم - و بشر الصابرين ، حيث تمكنت من تحرير تل الجابية الذي يعتبر أكبر معاقل النظام و أكثرها أهمية بالقرب من مدينة نوى.و بعد هذه الانتصارات أعلن رسمياً فك الحصار المفروض على مدينة نوى منذ أكثر من سبعة أشهر، حيث بات بالإمكان الدخول و الخروج من المدينة عبر الطرق التي تمت السيطرة عليها.
وقد أكدت وسائل إعلام النظام نبأ مقتل مدير مكتب اللواء أديب سلامة رئيس فرع المخابرات الجوية في حلب، خلال المعارك التي يشهدها محيط الفرع .
حيث شهد محيط مبنى المخابرات الجوية اشتباكات عنيفة بعد سيطرة الثوار على مبنى القصر العدلي الجديد الذي يعتبر خط الدفاع الأخير قبل الوصول إلى مبنى الفرع.
وكانت المروحيات العراقية قصفت موكباً مؤلفاً من ثمانية صهاريج داخل الأراضي السورية كانت تحاول نقل وقود إلى تنظيم دولة الاسلام في العراق والشام في محافظة الأنبار . وتحديداً فقد كان القصف في وادي الصواب بمدينة البوكمال في شرق سوريا، وذلك أثناء محاولتها الدخول إلى الأراضي العراقية".
وقد ذكرت كتائب من الجيش الحر أنباء سيطرتها على تل الأحمر الاستراتيجي في محافظة القنيطرة الحدودية القريبة من هضبة الجولان المحتلة .
وتستمر الاشتباكات العنيفة بين القوات النظامية وقوات المعارضة في محيط تل الأحمر الشرقي الاستراتيجي ببلدة كودنة، وترافق هذا مع قصف القوات النظامية مناطق الاشتباك، وتمكنت قوات المعارضة من السيطرة على التل بالكامل.
وفي خضم هذا التواصل للعنف في العديد من المناطق السورية يتخوف الغرب من كثرت المقاتلين ذوي الجنسية الغربية ، وقد كانت بعض الدول وهي " فرنسا " اعتمدت سياسة مراقبة مواطنيها العائدين من سوريا ، وفي هذا لايزال نظر المجتمع الدولي للثورة السورية كالمتفرج أو شبه المتفرج ، في حين بعض الاطراف التي تدعم النظام لاتكف عن مواصلة هذا الدعم .
وللحديث بقية....

Star InactiveStar InactiveStar InactiveStar InactiveStar Inactive