يهدف هذا البحث إلى تقديم خطوط عريضة لوضع تصور لإستراتيجية بناء منظومة الاستطلاع الجوي في ليبيا من أجل تأمين الحدود والسواحل والمنشآت الحيوية مع الأخذ بعين الاعتبار خصوصية الحالة الليبية من حيث المساحة الجغرافية والتضاريس والمناخ والوضع الجيوسياسي والتحديات والتهديدات الداخلية والخارجية المحتملة.
كما يقدم البحث فكرة شاملة عن أنواع ووسائل الاستطلاع الجوي الحديثة من طائرات بطيار أو بدون طيار ومنظومات المراقبة المحمولة جواً من خلال شرح مبسط لتلك التقنيات وكيفية استخدامها من خلال وضع تصور لمحاكاة نموذج لمراقبة منطقة حدودية معينة باستخدام نظرية اتخاذ القرار بالتحليل المتعدد المعايير Multi-criteria decision analysis التي يمكن من خلالها تحليل العناصر المختلفة والمتداخلة للإيفاء بالمعايير والمتطلبات لضمان فاعلية اختيار الطائرات والمعدات على أسس علمية وعملية، وكذلك الدعوة إلى وضع خريطة طوبوغرافية وديموغرافية لليبيا يمكن على أساسها توزيع وحدات الاستطلاع الجوي بما يتمشى مع إستراتيجية الدولة.
الاستطلاع الجوي هو الاستطلاع الذي ينفذ بواسطة طائرة استطلاع أو بطائرة بدون طيار، ومهمته جمع المعلومات الاستخباراتية من صور وإشارات وقياسات، ذلك أن العمليات العسكرية الحديثة تعتمد على السرعة والدقة؛ ولهذا فهي تعتمد على أسلحة خفيفة الحركة وذات قدرات تدميرية عالية ودقة تصويب كبيرة، ولتحقيق ذلك يجب توفر معلومات دقيقة ومستمرة وموثوقة عن الهدف المراد التعامل معه، ويعتبر الاستطلاع الجوي من أهم وأحدث وسائل الاستطلاع للحصول على المعلومات في العمليات العسكرية أو في أوقات السلم، وقد جاءت هذه الأهمية بعد تطوير أساليب القتال من حيث السرعة والمباغتة التي تستخدمها الجيوش في مسارح العمليات وفي منشآتها الحيوية؛ إذ إن كسب المعركة في الحرب الحديثة لا يأتي بالوفرة في الأفراد والمعدات ولا باقتناء الأسلحة الحديثة فحسب، بل لا بد من توافر المعلومات الحديثة والموثوقة في كل الأوقات، ولقد أعطي الاستطلاع الجوي أهمية قصوى؛ ذلك أنه يوفر ما يقارب 90 % من المعلومات الاستخباراتية عن قوات العدو، ولقد أدخلت تحسينات عديدة على تقنية الاستطلاع الجوي بمختلف أنواعه، وتظهر أهمية الاستطلاع الجوي في الحرب والسلم عندما تصبح حاجة القادة ملحة للحصول على أحدث وأدق المعلومات حول تحركات العدو أو رصد الخروقات على الحدود أو في السواحل.
1. إستراتيجية الاستطلاع الجوي في ليبيا:
بما أن الطريق إلى السيطرة على الأرض تمر عبر السيطرة على الجو أولاً كان لزاماً إعطاء الأولوية القصوى للاستطلاع الجوي في ليبيا خاصة في ظل الظروف الراهنة مع مراعاة الخصوصية الجغرافية والمناخية والجيوسياسية التي تشكل تحديات كبيرة في عملية السيطرة على الحدود البرية والسواحل، ومن أجل وضع إستراتيجية شاملة وفعالة للاستطلاع الجوي في ليبيا يجب الأخذ بعين الاعتبار بناءها على أسس علمية ممنهجة تتطلب في البداية فهم التقنيات الحديثة المستعملة في هذا المجال، وتعريف المتطلبات الخاصة بليبيا وتدريب الأطقم الفنية لقيادة هذا القطاع الحيوي.
2. الخصوصية الجغرافية لليبيا:
من أكبر التحديات التي تواجه بناء منظومة استطلاع جوي متكامل المساحة الجغرافية الكبيرة لليبيا والتي تبلغ 1.759.540 كيلومتر مربع والتي تأتي في الترتيب 16 عالمياً، وتتميز معظم أراضيها بأنها صحراوية قاحلة تتناثر فيها تجمعات سكانية صغيرة تتباعد المسافات بينها إلى ما يصل عدة مئات من الكيلومترات، وبما أن الاستطلاع الجوي يعتمد على طائرات تستخدم مهابط وقواعد عسكرية جوية تتحكم مواقعها في نوعية وكفاة عمل الطائرات شكل ذلك عائقاً أمـام إمكـانية تغطيـة كـل المساحة بالوسائل التقليدية.
3. المنـــــاخ:
مناخ ليبيا مناخ صحراوي في العموم مرتفع الحرارة في فصل الصيف، وتنخفض فيها مستويات الرؤية بسبب الرياح السطحية والعواصف الرملية، كما تحد من استخدام الطائرات عند درجة حرارة معينة، كل ذلك يجب أخذه بالاعتبار عند بناء منظومة استطلاع جوي حديثة.
4. التضـــاريس:
ليبيا بها تنوع كبير في تضاريسها من الصحراء الرملية وشبه الرملية والصخرية وكذلك المناطق الجبلية والسهول والوديان، مع أن بعض تلك التضاريس تشكل عوائق طبيعية أمام التهديدات الخارجية إلا أن أهميتها تتناقص باستمرار مع تطور طرق اختراق الحدود والسواحل مثل وسائل النقل الخفيفة والسريعة والفعالة، وبوجود أجهزة اتصالات وتحديد المواقع المتاحة.
5. الحالة الجيوسياسية:
كلما زاد عدد الدول المشتركة حدودياً كانت مهمة تأمينها أصعب وأكثر تعقيداً بتداخل العوامل السياسية والجغرافية لتلك الدول التي ينعكس استقرارها السياسي والأمني والاقتصادي على دول الجوار بحيث يجب متابعة الأوضاع الداخلية لتلك الدول؛ لأنها ستنعكس على الحالة الأمنية للحدود المشتركة.
يبلغ طول الساحل الليبي حوالي 1900 كم، وتمتد مياهه الإقليمية حتى 62 ميلاً بحرياً (115 كم)، أي أنها تضيف مساحة حوالي 218,000 كم مربع أخرى يجب تأمينها، وتتعرض بشكل يومي لانتهاكات بسبب غناها بالثروة السمكية غير المستغلة، وكذلك التهديدات المتعلقة بالهجرة غير الشرعية، أما عن الحدود البرية فيبلغ طولها 4348 كم مشتركة مع سة دول هي على التوالي: تشاد 1055 كم، الجزائر 982 كم، تونس 459 كم، السودان 354 كم، النيجر 354 كم، ومعظم تلك الحدود ذو طبيعة صحراوية مقفرة خالية من السكان.
6. تصنيف الاستطلاع الجوي:
يصنف الاستطلاع الجوي إلى صنفين هما:
أ. الاستطلاع الإستراتيجي:
يتم بواسطة جمع المعلومات بالأقمار الاصطناعية أو الطائرات الإستراتيجية التي يقدر مداها بآلاف الكيلومترات، أو تستطيع البقاء في الجو لساعات طويلة تصل إلى 30 ساعة، ويمكنها إرسال المعلومات بشكل مباشر عبر تلك المسافات.
ب.الاستطلاع التكتيكي:
هـو جمـع المعلـومات فـي منطقة العمليات أو المعارك، ويستخدمه أفراد القوات الخاصة أو القوات البرية لتأمين معلومات مباشرة عن المكان الذي تدور فيه المعركة في دائرة نصف قطرها حوالي 10 كم.
أنواع الاستطلاع:ينقسم الاستطلاع إلى عدة أنواع، وهي:
- الاستطلاع البصري:
يتم بواسطة النظر بالعين المجردة، وهو غير مجد على المسافات الطويلة أو أثناء الليل، ويتطلب الطيران على ارتفاعات منخفضة ما يجعل الطائرة عرضة للخطر.
-الاستطلاع الإلكتروني:
لقد أصبح الاستطلاع الإلكتروني أحد المعالم الرئيسية في الحرب الحديثة، ويمكن تقسيمه إلى أربعة أنواع رئيسية:
أنواع الاستطلاع الإلكتروني:
أ. الاستطلاع اللاسلكي.
ب. الاستطلاع الراداري.
جـ.الاستطلاع الكهروبصري (تليفزيوني/حراري/ ليزري).
هـ. الاستطلاع بالأقمار الاصطناعية.
بنيت هذه الدراسة على النوعين الأكثر شيوعاً، وهما الاستطلاع الرادراي والكهرروبصري.
7. خصائص الاستطلاع الجوي:
استخدمت الطائرات للاستطلاع من الجو منذ بدء استخدام الطائرات في الحـروب، وتطـورت طـائرات الاستطلاع مع الزمن إلى أن أصبحت المعركة برية/جوية شاملة، فقد أصبحت الطائرات الحديثة مجهزة تجهيزاً متقدماً للغاية للقيام بأعمال الاستطلاع والإنذار المبكر، كما أدخلت الطائرات العمودية إلى هذا المجال بعد أن جهزت بالمستشعرات والرادارات وآلات التصوير الإلكترونية المتطورة، ومن خصائص الاستطلاع الجوي ما يلي:
أ. السرعة الكبيرة في الحصول على المعلومات الحديثة وإرسالها مباشرة إلى مراكز المعلومات للاستفادة الفورية منها.
ب. الحصول على معلومات يصعب الحصول عليها بواسطة الاستطلاع البري والبحري.
جـ. إمكان استطلاع مساحات شاسعة بطلعة جوية واحدة.
د. إمكان الحصول على معلومات دقيقة عن قواعد العدو الجوية والبحرية والبرية وفي عمق دفاعات العدو.
هـ. مراقبة الحدود البرية والبحرية ومناطق التوتر داخل الدولة.
و. إمكان تصوير المواقع المعادية، وبذا يمكن الحصول على معلومات مسجلة يسهل تداولها والاستفادة منها على نطاق واسع.
ز. إمكان اكتشاف وتحديد المناطق الملوثة بالإشعاع أو الكيماويات السامة دون الوقوع تحت تأثيراتها الضارة أو القاتلة.
ح. من الممكن إجراء الاستطلاع الجوي بالنظر في حالة وضوح الرؤية عند الطيران المنخفض وخاصة بواسطة الطائرات العمودية.
8. طائرات الاستطلاع:
هناك عدة أنواع من الطائرات المخصصة للاستطلاع والمزودة بمنظومات الاستطلاع الجوي مثل رادارات المراقبة SAR Synthetic Aperture Radar، والكاميرات الحرارية المزودة بمحدد مدى، وتتبع ليزري Optronics، ونظام التعارف IFF إلى جانب هوائيات لنقل البيانات Data Link، وتؤمن الطائرات مهام المراقبة والقيادة والسيطرة والاتصالات والتحكم للقوات الجوية.
9. أنواع طائرات الاستطلاع:
هناك نوعان من طائرات الاستطلاع، النوع الأول هو الطائرات العادية (بطيار)، والنوع الثاني هو الطائرات بدون طيار، وتتنوع ما بين الطائرات ذات الجنـاح الثـابت والطـائرات العمودية، وكذلك تتنوع من طائرات ذات محركـات نفـاثة ومروحيـة، ويختلف مداها وزمن بقائها في الجو والقدرة على الاعتماد على نفسها كمنظومة عمليات متكاملة، ولكنها تتفق في كونها مجرد وسيلة لنقل معدات الاستطلاع الجوي المحمولة جواً مهما اختلفت أنواعها والأغراض المعدة من أجلها.
أ. طائرات الاستطلاع (بطيار)
هناك عدة أنواع من هذه الطائرات كما ذكر سابقاً، وميزتها أنها تدار بواسطة أطقم بشرية تعمل بشكل مباشر على تقييم الموقف الاستطلاعي وتمرير المعلومات إلى مراكز السيطرة حتى خارج نطاق إرسال بيانات التصوير بشكل مباشر وتتميز بالقدرة على التصرف مباشرة مع الأعطال الفنية التي قد تواجه الطائرة، ولكن من عيوبها محدودية تحمل الأطقم للقيام بالطيران لساعات طويلة واحتمال التعرض للخطر أثناء الطيران في مناطق غير آمنة.
ب .الطائرات بدون طيار:
يتم التحكم في أدائها عن بعد إما بشكل مباشر عن طريق إرسال أوامر محددة لها لتنفيذها، أو بالتخزين المسبق لبرامج معينة لتنفيذ مهمة محددة يتم برمجتها بحيث يتم التنفيذ آلياً، و قد لا يتفق البعض في تسميتها بدون طيار؛ ذلك أن الطيار موجود على الأرض في محطة التحكم الأرضية، وقد يصل عدد الطاقم الأرضي المشغل لها إلى 180 شخصاً للطائرات الإستراتيجية، وتتميز بقدرتها على الطيران لساعات ومسافات طويلة قد تصل إلى 30 ساعة طيران وعدة الآلاف من الكيلومترات، وهو الذي يصعب تحقيقه بواسطة أطقم جوية، وتتميز كذلك بعدم تعريض الأطقم البشرية للخطر، كما تتميز ببصمتها الرادارية المنخفضة لكونها مصنوعة من المواد المركبة، ولكن من عيوبها السرعة المحدودة، كما أنها تقنية معقدة جداً، وتتعرض أثناء تشغيلها إلى أعطال فنية عديدة خاصة في برمجيات الطيران ما يجعل اقتناءها مرتبطاً مباشرة بنقل التقنية والمعرفة إلى الكوادر الوطنية وإلا فسيصعب تشغيلها إلا بإشراف مباشرة من الشركة المصنعة لها.
10. المعدات المحمولة جواً:
تحمل طائرات الاستطلاع تشكيلة مختلفة من المعدات والأجهزة المخصصة للاستطلاع والأتصالات، ولكن هذه الورقة تركز على ثلاثة أنواع من تلك المعدات تستخدم للاستطلاع الجوي للأرض والبحر، وهي:
أ. الكاميرات الحرارية المستقرة بالجايرو Gyro stabilized Thermal Cameras:
وهي كاميرات تعمل بمبدأ الاستقرار على وضع معين بواسطة منظومة الجيروسكوبات الموجودة بها ما يتيح تثبيتها على هدف معين بحيث يمكنها تتبع ذلك الهدف بغض النظر عن وضع الطائرة، وذلك بفضل نظام تتبع الأهداف بالليزر، وتتيح منظومة الرؤية الليلية بواسطة الأشعة تحت الحمراء والرؤية بواسطة التباين الحراري، وتعمل هذه الكاميرات عادة على مديات قصيرة نسبياً، أي حوالي عشرين كيلومتراً للكشف، وحوالي خمسة كيلومتر للتعرف على أجسام بحجم السيارة.
ب. الرادرات:
SAR Synthetic Aperture Radar هذا النوع من الرادارات يعرف برادار الهوائي المصطنع، ويبلغ قطره حوالي متر واحد، ويتميز بالقدرة على تجميع كم هائل من البيانات المستقبلة على الهوائي ومعالجتها بالحاسب الآلي باستقبال البيانات 50 مرة في الثانية الواحدة، وتبلغ دقته عشرة سم مربع، وبذلك يمكن استخدامه في رسم صورة واضحة جداً للأرض، وبفضل المعالجات الإلكترونية السريعة يمكن اكتشاف الفرق في موقع الأهداف في جزء من الثانية، ما يمكنه من تتبع الأهداف المتحركة على الأرض أو في البحر بحيث يمكن بواسطته تتبع 24 هدفاً في وقت واحد.
ج. منظومة إرسال البيانات:
Data Link هي المنظومة المسؤولة عن نقل البيانات وصور الفيديو المباشرة إلى المحطة الأرضية أو إلى غرفة العمليات المركزية، وتتكون من مرسل البيانات والمستقبل، ويبلغ مدى لإرسال الأقصى لها حوالي 200 كم، وتعتمد عليها الطائرات بدون طيار حيث يتم إرسال تعليمات الطيران والتحكم في الطائرة من خلالها، وإذا فاقت المسافة 200 كم يجب استخدام خيارات أخرى للإرسال مثل الاتصال عبر الأقمار الاصطناعية Satcom.
12. نموذج سيناريو الاستطلاع:
موضوع الورقة الاساسي هو وضع رؤية إستراتيجية لبناء شبكة استطلاع جوي متكاملة لتأمين كامل التراب الليبي، ولا يتأتى ذلك إلا من خلال فهم كل المعطيات التي ستؤثر في اتخاذ القرار الصحيح بهذا الشأن مثل المناخ والتضاريس والحالة الأمنية للمناطق الحدودية، ومن هنا تم وضع متطلبات يجب تحقيقها حتى نصل إلى منظومة استطلاع فعالة، ولأن لكل منطقة في ليبيا خصوصيتها المناخية والأمنية ولها نوع تضاريس مختلف تم اتخاذ منطقة واحدة فقط للدراسة لتنفيذ النموذج والنظر في إمكانية الإيفاء بمتطلبات الاستطلاع فيها على النحو التالي:
- المنطقة المستهدفة هي محور (غات - الويغ - السارة - الكفرة).
الوصف: شريط حدودي صحراوي جنوب ليبيا يمتد مسافة 1600 كم، توجد على امتداده أربع قواعد جوية، أبعد مسافة بين قاعدتين هي حوالي 800 كم بين الويغ والسارة، منطقة خالية من السكان، بها تضاريس مختلفة من الجبال والكثبان الرميلة والأرض الصخرية.
المتطلبات: المقدرة على الطيران في وضع الاستطلاع لمسافة 800 كم + 200 كم مدى الانتقال.
التحليق فوق الهدف لمدة 30 دقيقة وبسرعة التحليق فوق الهدف.
المقدرة على الطيران لمدة خمس ساعات على الأقل.
المساحة التي تغطيها منظومة المراقبة في كل لحظة هي 20 كم مربعاً.
التقييم: بعد وضع متطلبات تنفيذ السيناريو يتم تقييم منظومات الاستطلاع المتاحة من خلال مقدرتها على الإيفاء بتلك المتطلبات من خلال مجموعة من العوامل أهمها: مدى الطيران، زمن الطيران، السرعة، الثمن، المساحة التي يتم استطلاعها خلال ساعة واحدة.
تم اختيار ثلاثة أنواع مختلفة من طائرات الاستطلاع للمفاضلة بينها، تتكون من طائرة بمحركات مروحية توريبنية (F406)، وأخرى طائرة نفاثة (EMB 145)، والثالثة طائرة بدون طيار (Sky Y) حتى يتم اختيار المناسب منها.
وبما أن هناك عدة عوامل متداخلة في عملية التقييم، ومن أجل الخروج بنتائج عملية تم استخدام نظرية (اتخاذ القرار المتعدد المعايير) Multi-Criteria Decision Making MCDM، وهذه النظرية تستخدم في المشاريع التي تتداخل فيها المعطيات غير المتجانسة للتقليل من الأخطار ولزيادة كفاءة القرار حيث لا يمكن دمج كل العناصر المؤثرة في اتخاذ القرار في معادلة واحدة؛ ولهذا تم تقييم النموذج باستخدام MCDM حيث يتم إدراج بيانات الطائرات المقترحة في جدول، ويتم تحديد وزن معين لكل من تلك العناصر بحسب الأهمية، وقد يتغير وزن كل عنصر بحسب النظرة الإستراتيجية للموضوع، فمثلاً ثمن المنظومات قد يعطى وزناً أقل في حالة كانت هناك ضرورة قصوى وملحة لاقتناء تلك المنظومة مهما كان ثمنها وهكذا، ويوضح الجدول (1) مواصفات وأنواع الطائرات المقترحة، ثم يتم تطبيق النموذج MCDM من خلال الخطوات التالية:
الطائرة |
المدى (كم) |
زمن الطيران (ساعة) |
السرعة (كم/س) |
سعر الطائرة (مليون يورو) |
المساحة المغطاه (كم مربع) |
Reims F- 406 |
1700 |
6 |
400 |
5 |
20 |
Ebmraer EMB -145 |
3500 |
5 |
750 |
30 |
20 |
UAV Sky-Y |
5000 |
20 |
250 |
10 |
20 |
- تحديد المسافة الكلية المقدرة بحوالي 1600 كم.
- تم وضع فرضية أن المنظومات المحمولة جواً تغطي مسافة 20 كم مربعاً (دائرة قطرها 5 كم).
- زمن رد الفعل Reaction Time يقدر بساعة واحدة فقط، وهو الزمن الذي تستطيع فيه الطائرة الوصول إلى نقطة الكشف عن الهدف.
- يتم احتساب عدد الطائرات اللازمة لتأمين كامل المسافة بناء على زمن رد الفعل و سرعة الطائرة (مسافة الحدود\السرعة).
- يتم حساب الثمن الكلي للطائرات المطلوبة بضرب عدد الطائرات في ثمن الواحدة.
- يتم حساب المساحة التي تم الكشف عنها خلال ساعة واحدة.
- يتم إعطاء وزن لكل عنصر من العناصر المؤثرة في القرار، ويتم احتساب ترتيب كل منظومة بحسب ذلك العنصر.
- يتم إدراج البيانات في جدول التحليل لمعرفة المنظومة الأنسب للسيناريو المقترح: الجدول(2)
الطائرة |
القيمة (الوزن) |
Reims F- 406 |
Ebmraer EMB -145 |
UAV Sky-Y |
المدى (كم) |
1 |
1700 1 |
5000 3 |
3500 2 |
زمن الطيران (ساعة) |
2 |
6 4 |
20 6 |
5 2 |
السرعة (كم \س) |
1 |
400 2 |
750 1 |
250 3 |
سعر الوحدة Xعدد المنظومات |
4- |
5x4 -4 |
30x3 -8 |
7x10 -12 |
المسح خلال ساعة واحدة |
2 |
2000 4 |
3750 6 |
1250 2 |
النتيجة |
|
7 |
4 |
1 |
12. تحليل نتيجة التقييم:
يتبين من خلال السيناريو الافتراضي وتقييم أهمية كل عنصر الوزن الفعلي لكل منظومة من حيث ملائمتها لتنفيذ المهمة المنوطة بها، ويتبين من خلال الترتيب أن الطائرة Reims F-406 تحصلت على سبع نقاط، وبهذا تعد الأكثر ملاءمة لتنفيذ الاستطلاع بحسب السيناريو المقترح والفرضيات الموضوعة، حيث يلزم خمس طائرات منها لتأمين الاستطلاع في المنطقة المحددة، وتعتبر تكلفتها التي تبلغ حوالي 20 مليون يورو منخفضة نسبيا،ً وهي ذات سرعة متوسطة.
13. الخلاصــــــة:
1. السيطرة على الأرض لا تتأتى إلا من خلال السيطرة على الجو ببناء شبكة استطلاع جوي فعالة تستطيع تأمين المساحة الشاسعة والحدود البرية والبحرية الطويلة لليبيا.
2. الاستطلاع الجوي يعتمد على طائرات ومنظومات استطلاع محمولة جواً ومنظومات اتصالات طويلة المدى يجب اختيار المناسب منها بشكل منفصل من السوق العالمي ودمجها في منظومة متكاملة.
3. وضع خريطة لليبيا تحتوي على التضاريس والمناطق الحيوية والثغرات ومناطق التوتر تقسم إلى مستويات مختلفة، ويتم تحديثها باستمرار لتكون عاملاً إضافياً في معادلة اختيار الأنسب من المنظومة بحسب المكان والحدث.
4. اعتماد الأساليب العلمية الصحيحة في التخطيط يجنب صناع القرار الوقوع في أخطاء جسيمة قد تسبب خسارة بالملايين، ويضمن بناء منظومة متجانسة وفعالة.
5. الفرضيات التي وضعت في نموذج الاستطلاع والتي بنيت على أساسها النتائج يمكن أن تغير بأخرى أدق ترد مباشرة من المصنًع أو حسب متطلبات الاستطلاع في الدولة.
14. التوصيات:
1. ضرورة التعليم والتدريب على نظريات وتقنيات الاستطلاع الجوي الحديثة لمعرفة المناسب منها للتطبيق في ليبيا والاطلاع على الحلول التي اعتمدتها الدول الأخرى.
2. وضع نموذج رياضي لبناء منظومة الاستطلاع الجوي يكون هو القاعدة لاقتناء منظومات استطلاع مبنية على أسس علمية صحيحة ومدروسة تأخذ بعين الاعتبار المتطلبات والاحتياجات الإستراتيجية للدولة ولا تتغير بتغير القيادات.
3. تقسيم خريطة ليبيا إلى مناطق استطلاع يتم بناؤها بالتوازي حتى الوصول إلى شبكة متكاملة تغطي كامل ليبيا.
4. الدعوة إلى إقامة ورشات عمل تستدعى فيها الشركات المتخصصة والخبراء العالميون، تطرح فيها إستراتيجية ومتطلبات الاستطلاع في ليبيا بحيث تتنافس الشركات بشكل علني لتقديم أفضل العروض. {facebookpopup}