برنامـــج تطـوير الطـائرات التكتيكية الامريكية

يقدم هذا التقرير الذي قدمته وزارة الدفاع الامريكية (البنتاجون) الى الكونجرس الامريكي في سنة 2009 نظرة عامة عن حاجة القوات الجوية الامريكية لتطوير طائراتها المقاتلة و جدوى المضي قدما في خطط لتطوير بعض المقاتلات وإحالة بعضها الاخر الى التقاعد أو دعم مشاريع بناء طائرات جديدة. 

كما يشير التقرير الى شرح تركيبة تصنيف الطائرات المقاتلة من طائرات مقاتلة، و هجومية و قاذفة. ويعرض التقرير ان سلاح الجو الامريكي و طيران البحرية يملكان حوالي 3500 طائرة مقاتلة في 2009 و مع ان معظم تلك الطائرات تحتاج الى التطوير إلا أن خطة التطوير في ثلاث برامج اساسية:

برنامج المقاتلة F-35
برنامج المقاتلة F-22
برنامج المقاتلة البحرية F/A-18 E/F

قد كشفت قيادة سلاح الجو الامريكي في 2008 عن حاجتها الى 800 مقاتلة اضافية حتى سنة 2020 فيما طلب طيران البحرية 100 طائرة اضافية و قد يصل هذا العدد الى 200 طائرة بحلول 2018 ومن جهة اخرى اعلن السلاح الجوي ان خطة اعادة هيكلة القوات الجوية ستعجّل من إحالة 249 مقاتلة قديمة الى التقاعد هي 112 طائرة F-15 و 134 طائرة F-16 و3 طائرات A-10 مما سيوفر الكثير من الاموال التي كانت ستنفق على صيانة تلك الطائرات.
و الامر المحوري بالنسبة للكونغرس هو قدرة وزارة الدفاع على تحمل نفقات التطوير حيث ان الموضوع كان قيد الدراسة منذ عدة سنوات و طبعا مع توقعات الخبراء ان هذا المشروع سيصطدم بعدم توفر الدعم المالي اللازم حيث درس مكتب التمويل بالكونجرس في مايو 2009 عدد من الخيارات المقترحة لبرنامج التطوير المقترح.
و من جهة اخرى و بالاضافة الى مشكلة التمويل هناك القدرة المستقبلية لشركات تصميم و تصنيع الطائرات على تلبية الطلب المتنامي و تحسين النوعية بما في ذلك ترقية بعض الطائرات من الجيل الرابع الى الجيل 4.5 مما سيؤخر احالة تلك الطائرات القابلة للتطور الى التقاعد.
ويتوجب على الكونجرس اصدار قرارات واضحة بخصوص دعم أو رفض المشاريع الثلاثة الاساسية كل على حدة حيث يتطلب مشروع المقاتلة F-35 تطوير محرك جديد لها وكذلك النظر في مشروع المقاتلة F-22 حيث تم طلب 187 طائرة سنة 2009 وهل سيتم طلب المزيد من هذا النوع او تجميد المشروع وأيضا مشروع تطوير مقاتلة البحرية F-18 بأنواعها المختلفة الذي سيتم اعادة تأهيلها من خلال خطة تمتد لسنتين (2010-2014) حسب المقترح المقدم.

الطائرات المقاتلة (التكتيكية)
حتى يكون التقرير المقدم مفهوما و مكتملا و خاصة ليتم فهمه من قبل لجنة الدفاع في الكونجرس احتوى هذا التقرير على تعريف شامل لمصطلح الطائرات المقاتلة أو التكتيكية وهو المصطلح الاكثر شمولية.

التعـــريف:
الطائرة التكتيكية إصطلاحا هي "الطائرة المقاتلة ذات المدى القصير والتي تستطيع القيام بمهام قتالية على بعد عدة مئات من الاميال من القاعدة الأم بدون الحاجة للتزود بالوقود".
الطائرات التكتيكية عادة تقوم بالمهام الموكلة لها فيما يعرف بمسرح العمليات الاقليمي المفرد و لهذا السبب تعرف بمسمى "طائرة المسرح"

و في المقابل يطلق مصطلح "الطائرات الاستراتيجية" على الطائرات ذات المدي الطويل و الحجم الكبير مثل القاذفات B-52 و B-2 و B-1 و القادرة على تنفيذ مهام عبر القارات.
و الطائرات التكتيكية التي تشمل المقاتلات بتصنيفاتها المختلفة و هي المقاتلات و طائرات الهجوم و الطائرات الضاربة و في العموم كلها تسمى مقاتلات (Fighters) و يرمز لها بالرمز F مثل F-35 او يرمز لها بالرمز F/A مثل F/A-18 و هي مقاتلات ثنائية الادوار يمكنها القيام بعمليات (جو - جو) او (جو - ارض) , أما الرمز A فهو يرمز للطائرات الهجومية المصممة لعمليات (جو - ارض) مثل الطائرة A-10 و كذلك تعرف المقاتلات البحرية بأنها تلك القادرة على الاقلاع و الهبوط على حاملات الطائرات.

المهـــــام:
الطائرات التكتيكية تقوم بمهام مختلفة فالمقاتلات تقوم اساسا بالتعامل مع الاهداف الجوية (جو - جو) لتحقيق السيطرة الجوية في مسرح العمليات، بينما الطائرات الهجومية تقوم بالتعامل مع الاهداف الارضية (جو - ارض) و تقوم كذلك بمهام الاسناد للقوات البرية و توجيه ضربات خلف خطوط العدو او ما يعرف بالضربة العميقة (Deep Strike) و هناك كذلك الطائرات الضاربة (Strike Fighters) التي تستطيع القيام بمهام جو - جو و جو - ارض و بشكل عام تستطيع الطائرات التكتيكية القيام بمهام الاستطلاع و المراقبة من الجو.

الطائرات التكتيكية الامريكية:
الانـــواع:
سلاح الجو الامريكي يشغّل حاليا طائراته الجديدة من نوع F-22 المقاتلة و كذلك الطائرات الاقدم من نوع F-15 المقاتلة و الطائرة F-15E المقاتلة الضاربة التي تتمتع بقدرات للتعامل مع الاهداف الارضية و هناك ايضا الطائرة المقاتلة الضاربة F-16 و طائرة الهجوم A-10.
و بالنسبة لطيران البحرية يعتمد بشكل اساسي على نماذج مختلفة و قديمة من الطائرة F/A-18A و B و C و D و كذلك طائرة الهجوم AV-8B.

الاعــــداد:
الجدول التالي يوضح اعداد وأنواع المقاتلات الامريكية العاملة في سنة 2009 والتي تتوزع ما بين السلاح الجوي وطيران البحرية بعدد اجمالي يبلغ 3500 طائرة.

المشاريع الرئيسية الحالية
ركزت الجهود الحالية لبرنامج تطوير الطائرات التكتيكية لسلاح الجو الامريكي على ثلاثة طائرات و هي المقاتلة الضاربة F-35 و المقاتلة F-22 و المقاتلة الضاربة البحرية F-18 بأنواعها المختلفة.

المقاتلة الضاربة F-35:
هي طائرة ضاربة حديثة تم انتاجها من نماذج مختلفة للسلاح الجوي و لمشاة البحرية و للقوات البحرية و هي تعد من طائرات الجيل الخامس و التي يمكن ان ينتج منها ثلاثة نماذج مختلفة مما سيوفر تكاليف التطوير و التعديل , و يعد مشروع الطائرة F-35 من اكبر المشاريع شراء الطائرات المقاتلة في امريكا حيث يقدر العدد المطلوب بـ 2,456 بتكلفة 246 مليار دولار بأسعار 2007.
و من المتوقع ان تحل الطائرة الجديدة محل الطائرة F-16 و A-10 و ان يتم احلال النموذج المعد للإقلاع و الهبوط على المدارج القصيرة محل المقاتلة البحرية F-18 و التي تستطيع العمل من على متن حاملات الطائرات.

المقاتلة F-22:
تعرف هذه المقاتلة على انها افضل مقاتلة جو - جو في العالم ! و هي من الجيل الخامس من الطائرات الخفية (الشبح) كما ان لها المقدرة على التحكم بفوهة العادم TVC لدعم القدرة على المناورة.
و بدأ برنامج اقتناء الطائرة في 1999 بعدد 187 طائرة حتى سنة 2009 و توقف الطلب على الطائرة بهذا العدد و لم توجد هناك رغبة في المزيد من تقديم الدعم للمشروع في ميزانية 2010.

المقاتلة الضاربة F/A-18 E/F:
و هي طائرة بحرية اكبر و احدث من النماذج القديمة A/B/C/D و النموذج الحديث يعتبر من الجيل الرابع فيما يجادل البعض بأنها من الجيل 4.5 حيث انها تستخدم بعض تقنيات الجيل الخامس خاصة في فيما يتعلق بالمجسات المستخدمة فيها .
و تعتبر الطائرة العمود الفقري لطيران البحرية حيث تم شراء 449 طائرة منها في سنة 2009 في حين تم طلب 9 طائرات اضافية في سنة 2010.

خطة سد العجز في الطائرات التكتيكية:
قدمت قيادة القوات الجوية الامريكية في سنة 2008 تقريرا الى الكونجرس بخصوص خطة لسد العجز في الطائرات التكتيكية ويقدر ذلك العجز بحوالي 800 طائرة حتى سنة 2024 كما طلبت البحرية حوالي 100 طائرة و من المحتمل ان يتم طلب 200 طائرة اضافية بحلول 2018.
من جانب اخر شكك بعض المراقبين من ان العجز قد يصل الى 800 طائرة معللين ذلك بان هذا الطلب الكبير يتأثر بالتهديدات المحتملة خاصة الخارجية منها و فيما كانت الولايات المتحدة ستدخل في عمليات عسكرية خارجية بمفردها او من ضمن تحالف بالإضافة ان الطلب على الطائرات التكتيكية في احيان كثيرة مرهون بالإجراءات التنظيمية اكثر من متطلبات العمليات.

خطة اعادة هيكلة مقاتلات القوات الجوية:
في مايو 2009 و بعد أيام من تقديم خطة التطوير للكونجرس أعلنت القوات الجوية خطة اعادة هيكلة قطاع الطائرات المقاتلة والتي ستُسرع من عملية احالة 249 طائرة قديمة للتقاعد تتضمن 112 طائرة F-15 و134 طائرة F-16 و3 طائرات A-10 والتي ستمكن ايضا من تقليص الميزانية المخصصة واعادة توجيهها الى قطاعات اخرى داخل القوات الجوية.
و في نفس الفترة تم الاعلان على خطة لاحالة الطائرات القديمة و التعويض عنها بطائرات اصغر و اكثر كفأة و كذلك إعادة توزيع الافراد للمهام الاكثر اولوية، و صرح سكرتير القوات الجوية "انه بقبول مخاطرة قصيرة الامد يمكننا التحول من مقاتلاتنا القديمة بما فيها F-22 الى مقاتلات اصغر واقوى من الجيل الخامس مثل الطائرة F-35 " بهذه الخطة يمكن توفير 355 مليون دولار في ميزانية 2010 و3.5 مليار للخمس سنوات القادمة.
ومن جهة اخري هذه الخطة ستتطلب اعادة تدريب ما يقرب من 4000 فرد على الاجيال الجديدة من المقاتلات والطائرات بدون طيار.
ولازالت تلك الخطط مرهونة بالقدرة على تحمل تكاليفها حيث تم التخلي تدريجيا على فكرة الاستمرار في تحديث طائرات اساسية مثل F-22,F-18 والتركيز اكثر على مقاتلة الجيل الخامس مثل F-35 ومدى مقدرتها على تخطي امتحان التكاليف حيث تخطط القوات الجوية الى اقتناء 130 طائرة سنويا في عامي 2014-2015 بما فيها الطراز البحري حيث أن هناك رأي يشير إلى أن التركيز على نوع واحد من الطائرات الحديثة يلبي متطلبات كل الصنوف أفضل من تحديث طائرات قديمة و مختلفة الانواع و لكن الكلمة النهائية دائمة لسقف التكاليف المتاح للبرنامج.

الخيارات المطروحة:

إذا كانت خطة التحديث المطروحة لا يمكن تنفيذها بسبب نقص التمويل الا من خلال اقتطاع اجزاء من تمويل مشاريع دفاعية اخرى في هذه الحالة ستفرض (سياسة السوق) الخيارات الاتية:

• تمويل طلبيات الطائرات التكتيكية مقابل تمويل منظومات اخرى قد تؤدي نفس المهام مثل القوات البرية او البحرية التي تمتلك صواريخ ارض-ارض مثل صواريخ كروز التي قد تعوض جزء من مهام القوات الجوية.
• بحث خيار تمويل مشاريع فئات أخرى من الطائرات مثل الطائرات العمودية او القاذفات بعيدة المدى بدل الطائرات التكتيكية بما انها تقوم ببعض مهام الطائرات التكتيكية خاصة مهام الاسناد الارضي.
• تمويل برنامج الطائرات التكتيكية مقابل تمويل طائرات ذات مهام اخرى مثل طائرات النقل و التزود بالوقود و طائرات الاستطلاع و الانذار المبكر.
• تمويل برنامج تطوير الطائرات التكتيكية مقابل برامج تطوير الطائرات بدون طيار خاصة ان دور الطائرات بدون طيار زاد بشكل كبير في السنوات الماضية بقيامها بمهام الاستطلاع الجوي و القيام بهجمات على الارض.
• المفاضلة بين تمويل برامج المقاتلات الحديثة مثل F-22 و F-35 المخصصة للقواعد الجوية على الارض مقابل نفس النوع من المقاتلات من فئتها البحرية والتي تعمل من على حاملات الطائرات.
• المفاضلة بين طائرتي F-22 و F-35 المخصصة للعمل من قواعد برية او بين النوعين المخصصين للبحرية.
• المفاضلة بين تمويل الطائرات الحديثة مقابل العمل على تحديث الطائرات القديمة وترقيتها الى الجيل الرابع او الخامس.

تقييم الخيارات المطروحة:
كل الخيارات المطروحة للنقاش محكومة بعوامل اساسية هي التكاليف والمقدرة على الايفاء بمتطلبات العمليات والجدوى من تمديد عمر الطائرات القديمة .
هذه الخيارات نوقشت لسنوات طويلة بناءً على اهداف وواجبات القوات الجوية وكانت من أهم النقاط التي تم التركيز عليها في التقرير الربع سنوي المقدم للكونجرس في 2010 هو مقدرة القوات الجوية على خوض عمليات غير تقليدية مثل مكافحة التمرد الداخلي او حدوث صدامات داخلية وكيف سيكون دور الطائرات التكتيكية في ذلك.
وتم الاشارة الى انه قد يفضل الاستثمار في تطوير منظومات الطائرات بدون طيار وتطوير طائرات الاخلاء الطبي والتدريب بدل التركيز بشكل كبير على الطائرات التكتيكية.
ولكن بعض المعترضين على الفكرة رفضوا تلك التوصيات خاصة في وجود نظرية الردع وحيث ان روسيا و الصين وبعض الدول الاوربية والاسياوية أصبحت تصنع طائرات مقاتلة وصواريخ ارض جو متطورة.

القاعدة الصناعية للطائرات:
الى جانب كل تلك القضايا هناك محور اخر يعتبر من المحاور المفصلية في برامج التطوير وهو المقدرة الانتاجية لشركات تصنيع الطائرات والشركات الداعمة لها وهل سيؤثر ذلك ايجابا على سوق العمل الامريكي و توظيف المزيد من العمال والمهندسين والمصممين والموافقة على برامج التطوير والشراء ستساهم بدون شك في تطوير قاعدة الصناعة خاصة بين الشركتين الكبريين لوكيهد مارتن التي تصنع طائرات F-22 و F-35 و شركة بوينج التي تنتج الطائرة F-18 و اذا لم يوافق الكونجرس على تمديد خدمة F-18 ستخرج بوينج من المعادلة.
و لهذا السبب ظهر الى السطح سؤال مهم وهو "كم تحتاج الولايات المتحدة الى شركة لدعم خطط سلاح الجو المستقبلية ؟" وهل سيغلق هذا الجانب الباب امام المنافسة بين المصنّعين ؟

الكونجرس و خطط التطوير:

طلب الكونجرس من وزارة الدفاع تقديم تقرير حول طلب شراء مقاتلات الجيل 4.5 من الانواع F-15 و F-16 و F-18 التي تتضمن بعض التطويرات.
يرى الكونجرس ان خطة التطوير وإعادة الهيكلة قد تمنع السلاح الجوي من احالة العديد من طائراته للتقاعد و تم طلب توضيح اضافي لبعض تفاصيل الخطة.
ركز الكونجرس على طلب تحديث مقاتلات البحرية و ان البحرية تملك ليس أقل من 11 حاملة طائرات عاملة وتم طلب حاملة اضافية اي انه سيتم معها طلب 44 طائرة جديدة او انقاص عدد الطائرات في الحاملات الاخرى.
وعلقت لجنة الدفاع في الكونجرس انها قلقة بشأن احالة 249 طائرة مقاتلة تكتيكية للتقاعد وعللت ذلك باحتمال حدوث فراغ في حال تأخر تسليم الطائرات الجديدة خاصة وأن تقرير السلاح الجوي لم يوضح الآلية المعتمدة لاستبدال الطائرات القديمة بالجديدة.
ومن جهة اخري تم التوضيح بان مبلغ 344.6 مليون دولار تستخدم حاليا لصيانة وتشغيل عدد 249 مقاتلة المزمع احالتها للتقاعد سوف يتم به دعم ميزانية خطة التطوير.
وتضمن رد الكونجرس أن التقرير تضمّن طلب السلاح الجوي 2200 مقاتلة حتى سنة 2017 وسيكون العجز حوالي 800 طائرة بحلول 2024 وهو الامر الذي سيكون له تأثير سلبي على المقدرة القتالية للسلاح الجوي و طلبت لجنة الدفاع في الكونجرس من قائد القوات الجوية و قائد الحرس الوطني ومدير احتياط القوات الجوية تقديم تقرير يتضمن رؤية كل واحد منهم بشكل منفصل ومستقل وكذلك طُلب منهم ان يتضمن التقرير ما سمي (فراغ المقاتلات) اي الفراغ الذي قد تسببه عملية التحديث في المدى الطويل والقصير مع الحلول البديلة المطروحة بما فيها طلب شراء طائرات F-22 وF-35 وبرامج اطالة عمر الطائرات وكيف ستؤثر الخطة على مقدرة طيران الحرس الوطني وقابليته لتنفيذ مهام دفاعية و وقائية داخل الولايات المتحدة.

وبخصوص طيران البحرية قالت لجنة الدفاع في الكونجرس في تقريرها انها تتفهم أهمية العجز في طائرات البحرية بمقدار 110 طائرة لسنة 2009 وتوقعاتها بوصول العجز الى 152 طائرة في العام 2010 و تتوقع ان يصل الطلب في 2018 الى 312 طائرة واعربت اللجنة عن عدم قبولها بهذا العجز الكبير وانه يجب وضع حلول عاجلة للحيلولة دون الوصول الى هذه النقطة.
بالإضافة الى ذلك طلبت لجنة الدفاع من مكتب الميزانية في الكونجرس تسليم تقرير لدراسة الجدوى الاقتصادية من عملية التحديث و اطالة عمر الطائرة الواحدة بحوالي 10,000 ساعة طيران.
أما رئيس عمليات طيران البحرية فقد صرح انه قد يصل العجز الى 250 طائرة في سنة 2010 مما قد يشكل تهديدا للامن القومي فيما لاحظت لجنة الدفاع من خلال دراستها للتقرير ان هذا العجز قد يكون اقل من ذلك بكثير فيما لو تم تأكيد قدرات المقاتلة F-35C المخصصة للبحرية ومما اخر اتخاذ قرار مناسب هو تاخر برنامج التحقق من امكانيات الطائرة F-35C.
والمزيد من التاخير قد يتطلب الموافقة على برامج تمديد فترة عمر الطائرات القديمة من نوع F-18 بحوالي 8,600 الى 10,000 ساعة لكل طائرة بتكلفة قد تصل الى 26 مليون دولار لكل طائرة ولكن المشكلة التي تواجه البحرية الان هو كم من طائراتها قابلة لتمديد فترة العمر وهو ما يتطلب المزيد من الدراسة والوقت.
وفي نهاية التقرير اوصت لجنة الدفاع وزارة الدفاع بعمل مراجعة شاملة للخطة على ان يقدم في التقرير الربع سنوي القادم على ان يتم اعادة التقييم وان يتم وضع دراسة جدوى تفصيلية بخصوص اعتماد قرار شراء طائرات جديدة او التمديد للطائرات القديمة و تطويرها.

تعليق المترجم:
مع ان سلاح الجو الامريكي هو أكبر واقوى سلاح جوي في العالم إلا أنه يواجه كغيره ضغوطات الميزانيات والتقنية وتلبية الاهداف التي وضع من اجلها وبوجود عدد كبير جدا من الطائرات وعشرات الالاف من الافراد متوزعين على اماكن متعددة في العالم اصبحت تلك التحديات اكبر صعوبة ولهذا كان لزاماً اتخاذ القرارات بشكل منهجي ومهني بما يضمن استمرار كفاءة السلاح الجوي وجاهزيته لتنفيذ المهام الموكلة له.
وبدون شك القرار النهائي لا يكون بشكل فردي من احد الجهات التي لها علاقة بالموضوع انما هو خليط من الرأي الفني البحث وما يترتب عنه من اتخاذ قرارات تخص الميزانيات وهو الامر الاكثر حساسية والعامل الضاغط على جميع الاطراف ولكن في النهاية وحتى وأن طال وقت اعداد التقارير واعادة صياغتها كل مرة حسب التغيرات الى انه في النهاية يصل الجميع الى اتخاذ القرار الاكثر ملائمة لحل المشكلة ويبقى عند الجميع مبررات كافية مبنية على اسس علمية بحثه عن سبب اتخاذ تلك القرارات.

Tweet