تبنى الإتحاد الأوروبي خارطة طريق لتعزيز دفاعه في وقت يحمل انتخاب دونالد ترامب البعض على التخوف من تراجع الأميركيين عن الحماية العسكرية لأوروبا، بحسب ما نقلت فرانس برس في 14 نوفمبر وأكد عدد كبير من وزراء الإتحاد الأوروبي على هامش إجتماع شارك فيه 28 وزير خارجية و28 وزير دفاع، ان التزامن بين الفوز المفاجىء للمرشح الشعبوي
إلى البيت الابيض، وبين هذه “الخطوة الكبيرة إلى الأمام” في “هذا اليوم المهم” للدفاع الأوروبي، ليس سوى تزامن عرضي وأعلن وزير الدفاع الفرنسي جان-ايف لو دريان ان “الإستقلال الاستراتيجي لأوروبا يفرض نفسه أيا يكن رؤساء الولايات المتحدة”. ومع ذلك، فعلى صعيد الدفاع الأوروبي، كان من الضروري التوصل الى “هذا النص الجيد الذي يتضمن تقدما كبيرا في اطار تراجع محتمل للأميركيين”، كما قال ديبلوماسي اوروبي.
وأكد ترامب خلال حملته أنه يمكن ان يطرح شروطا لمواصلة المشاركة الاميركية في الحلف الأطلسي، الذي تؤمن الولايات المتحدة وحدها ثلثي نفقاته العسكرية. وقد أثارت هذه التصريحات بعض القلق في أوروبا، وخصوصا لدى جيران روسيا الذين يعتبرون أنها باتت تشكل مزيدا من التهديد منذ النزاع الأوكراني.
واضطر الحلف الاطلسي الى ان يؤكد مرارا انه لن يتهاون في القيام بواجبه التضامني اذا ما وقع اعتداء على احد أعضائه (28 بالإجمال منهم 22 ايضا في الإتحاد الأوروبي). ويهدف الإتفاق الاوروبي على “صعيد تطبيق الاستراتيجية الامنية والدفاعية” الى اقامة هيئة “دائمة”، للتخطيط بشكل افضل وانجاز العمليات المدنية والعسكرية للاتحاد الاوروبي. وثمة في الوقت الراهن 17 عضوا يأتمرون بستة مراكز قيادة.
وقد كلفت الدول الاعضاء وزيرة خارجية الاتحاد الاوروبي فيديريكا موغيرني التي تمنت في ايلول/سبتمبر انشاء مقر قيادة عملانية موحدة في بروكسل، ان تقدم لها مقترحات “في اقرب وقت ممكن” من اجل تطبيقها في “الفصل الاول من 2017”.
وقالت موغيريني لدى وصولها الى الاجتماع الاثنين “لدينا وسائل كثيرة لم تستخدم وثمة حاجة لتعزيز سياستنا الامنية، وهذا ما يطالبنا به مواطنونا”.
إلا ان الانقسامات مستمرة في اطار ال 28 على طريقة الاتفاق على سياسة دفاعية اكثر فعالية. وقال وزير الدفاع البريطاني مايكل فالون “بدلا من التفكير في اقامة مقرات قيادة جديدة مكلفة او الاستسلام لحلم تأسيس جيش اوروبي، فان ما يتعين على اوروبا القيام به الان هو انفاق مزيد من الاموال على دفاعها”.