مجلة ليبية متخصصة في الشؤون الدفاعية

 

معالم الحروب القادمة في ظل تطبيقات الذكاء الإصطناعي AI العسكرية.

معالم الحروب القادمة في ظل تطبيقات الذكاء الإصطناعي AI العسكرية.

في زمن تتسارع فيه التكنولوجيا بوتيرة لم يشهدها التاريخ، يقف العالم على أعتاب مرحلة جديدة من الحروب، لا تدار فيها المعارك بالعقل البشري وحده ، بل تخطط وتنفذ بعقول وأيد…

للمزيد

السنغال | البحرية السنغالية تُجري تجربة تاريخية لصاروخ مضاد للسفن من نوع مارتي MK2/N.

السنغال | البحرية السنغالية تُجري تجربة تاريخية لصاروخ مضاد للسفن من نوع مارتي MK2/N.

نفّذت البحرية السنغالية بنجاح أول تجربة إطلاق صاروخ مضاد للسفن، مُمثّلةً بذلك لحظةً محوريةً في انتقال البلاد من قوة دورية ساحلية إلى بحرية بحرية ذات قدرات كاملة في المياه الزرقاء.…

للمزيد

السنغال | البحرية السنغالية تُجري تجربة تاريخية لصاروخ مضاد للسفن من نوع مارتي MK2/N.

السنغال | البحرية السنغالية تُجري تجربة تاريخية لصاروخ مضاد للسفن من نوع مارتي MK2/N.

نفّذت البحرية السنغالية بنجاح أول تجربة إطلاق صاروخ مضاد للسفن، مُمثّلةً بذلك لحظةً محوريةً في انتقال البلاد من قوة دورية ساحلية إلى بحرية بحرية ذات قدرات كاملة في المياه الزرقاء.…

للمزيد

تقاعد الأبطال جنود الوطن بعد سنوات من العطاء ... تحية شكر وتقدير وإكبار للأوفياء.

تقاعد الأبطال جنود الوطن بعد سنوات من العطاء ... تحية شكر وتقدير وإكبار للأوفياء.

تترجل قامات كبيرة من منتسبي الجيش الليبي الذين بلغوا السن القانونية للتقاعد عن صهوة العمل الرسمي العمل الإداري والميداني في الجيش الليبي بعد إعادة العمل بنظام التقاعد وإجراء تعديلات قانونية…

للمزيد

 

 

 

 

في زمن تتسارع فيه التكنولوجيا بوتيرة لم يشهدها التاريخ، يقف العالم على أعتاب مرحلة جديدة من الحروب، لا تدار فيها المعارك بالعقل البشري وحده ، بل تخطط وتنفذ بعقول وأيد رقمية لا تعرف الرحمة ولا تملك ضميرًا , سباق محموم يتجدد كل يوم

بظهور نماذج جديدة من الذكاء الإصطناعي (AI) وتحديثات مستمرة لتلك النظم والتطبيقات لتلائم المتطلبات الناشئة في كافة المجالات والسؤال هنا حول علاقتها بالمجال العسكري وكيف ستكون معالم الحروب المقبلة , فما يجري من تنافس وتقدم تقني يؤكد بأن الحروب القادمة ستتسم بتحولات جذرية في طبيعتها وأدواتها، ولن تكون كما كان الحال قبل ظهور أنظمة الذكاء الإصطناعي والحروب ظاهرة تاريخية متكررة وجزء لا يتجزأ من تجارب الحياة البشرية ولن تكون إستثناءًا من التأثر بالتطور التقني الحاصل في أنظمة البيانات والمعلومات والتي بدأت تغير بشكل سريع كل ما حولنا فحروب الغد ستدار بخوارزميات الذكاء الإصطناعي بشكل يعيد تشكيلها وستغدو أكثر فتكاً وسرعةً ودقة وتعقيداً وستتحول من صراع تقليدي إلى مواجهة رقمية متقدمة، تتطلب استعداداً استراتيجياً، وتحديثاً متواصلاً وتوازناً بين الفعالية العسكرية والضوابط الأخلاقية.

سيكون الصراع المستقبلي مزيجاً بين التكنولوجيا والبطش في الوسائط القتالية فالعتاد سيصبح ذكياً بروبوتات مقاتلة , ومركبات غير مأهولة , وكلاب آلية ذكية , ومسيرات متقدمة بمختلف أنواعها عربات مدرعة رقمية بقيادة آلية تتصرف بكل إستقلالية حيال ما يعترضها , مع تحسين دقة الضربات الجوية والأرضية , والتحديد والإنذار المبكر للتهديدات المعادية وتحييدها، وتوجيه الطائرات المقاتلات , وجمع المعلومات الاستخبارية والتوقعات الذكية , وتعظيم الفعالية العملياتية مع استعداد دائم للمعركة.

خطط العمليات وأوامر القتال ستكون أيضاً من إنتاج الذكاء الإصطناعي , وستتسم بتكيِيف القوة بشكل أكثر دقة وسرعة في الفتك , وهذا الوضع لن يكون بعيداً فهناك العديد من الدول قد بدأت فعلياً في استحداث ادارات ووحدات جديدة لإدارة المعركة وباشرت في إنتاج وتصميم وإدماج منظومات متكاملة تعمل بالذكاء الإصطناعي لتعزيز قوتها , نماذج آلية تتعامل مع كميات ضخمة من البيانات في زمن قصير جداً , تستطلع تفكر تخطط بدون إشراك أي عنصر بشري , أنظمة حديثة تعتمد على الرقائق الإلكترونية والأوامر المتسلسلة وإمكانية توليد وتطوير برامج ذكية تحاكي قدرات الإنسان بل وقد تتفوق عليه في سرعة إتخاذ القرار والإستجابة لمتغيرات الأحداث.

ما يجري هو ثورة تقنية جديدة كلياً ستحيل العديد من صنوف الأسلحة الحالية إلى التقاعد المبكر وستكون أنظمتها مفاجئة للجميع ولا عجب إذا ما عرفنا أن الفرد المقاتل سيقتصر دوره على التشغيل عن بعد لمطالب أخلاقية وسيأتي يوم يتم الإستغناء عنه أيضاً.

هناك فرق كبير بين المصطلحين الذكاء الصناعي والذكاء الإصطناعي وغالبًا ما يتم الخلط بينهما وهنا سنفرق أولاً بين المصطلحين لتبيان أهميتهما فالمفهوم الأوسع للذكاء الصناعي يشمل تطوير أنظمة ذكية تحاكي الإنسان بغض النظر عن المجال المستخدم ، بينما الذكاء الإصطناعي هو أحد تطبيقاته العملية في مجال البيئة الصناعية وهو يخص التطبيقات الصناعية المحددة ومنها التطبيقات العسكرية التي بدأت فعلياً في الإنتشار بسرعة في تخصصات عسكرية دقيقة .

تتسم تطبيقات الذكاء الاصطناعي في المجال العسكري بإظهار عمليات موضوعية وقدرات شبيهة بالإنسان كإتخاذ القرار المستقل وتتميز بالسرعة والتفكير المنطقي وتتطلب قوة حوسبة ونطاقًا تردديًا استثنائيين لتلبية متطلبات التطبيقات العسكرية للذكاء الاصطناعي , ويجري تدريبها وتطويرها على إستيعاب كميات هائلة من البيانات والتعرف على الكلام وأنماط التفكير وحل المشكلات والتنبؤ بما قد يحدث وفق المعطيات المتاحة.

لم يعد تحقيق التفوق في تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي مجرد ترف قومي، بل أصبح حاجة ملحة ومهمة في سياق التنافس الإستراتيجي بين الدول العظمى لرسم حدود مكانتها في النظام الدولي ففي عام 2019 م أصدرت الصين الكتاب الأبيض الجديد للدفاع بعنوان "الدفاع الوطني الصيني لعصر جديد" استعرضت فيه طموحاتها العسكرية لتطوير جيشها وتأكيد دورها كقوة مؤثرة في الساحة العالمية وأشارت فيه إلى أن الحروب الحديثة تتجه بشكل متزايد نحو الإرتباط بالأنظمة الإعلامية والذكاء الاصطناعي، مما يتطلب تحقيق تقدم كبير في أتمتة العمليات، وتطوير نظم المعلومات، وتعزيز تقنيات الذكاء الاصطناعي وتكوين إدارات ووحدات متخصصة تعمل في هذا المجال ضمن ملاك الجيش الصيني.

وفي ظل احتدام سباق التسلح التقني بين الولايات المتحدة والصين تسير الصين بخطوات متسارعة وثابتة لتحقيق التفوق التكنولوجي في الذكاء الاصطناعي وذلك لقناعة قومية متأصلة بأن مصير الحروب في المستقبل سوف يكون مرهوناً بتطور الذكاء الاصطناعي وذلك وفقا لما ورد في وثيقة الدفاع الوطني الصيني لعصر جديد.

ولتعزيز قدراتها العسكرية التقنية استثمرت الصين بشكل مفرط في تطوير تقنيات الذكاء الاصطناعي معتمدةً على الابتكارات المحلية مع تكييف وتطويع التقنيات الغربية وذلك في سبيل تسريع عملية اللحاق بركب التقنية الإستراتيجية مع الغرب والتي تعد الهدف القومي لبكين في الوقت الراهن وفي هذا المجال تم الكشف مؤخراً عن نموذج ذكاء إصطناعي جديد للاستخدامات العسكرية اطلق عليه تسمية نظام "شات بيت (ChatBIT)، جاء نتيجة لجهود العلماء الصينيين , النموذج الجديد مبني على نموذج "لاما 2" مفتوح المصدر (وهو أحد نماذج اللغة المدربة والمضبوطة مسبقا للبحث والاستخدام التجاري من انشاء النص الى توفير كود البرمجة) طورته شركة ميتا (Meta) الأمريكية والمعروفة سابقاً باسم فيسبوك.

يعكس  نظام "شات بيت" ChatBIT الصيني تحولا نوعيًا في الديناميكيات العسكرية، فإتاحة النماذج مفتوحة المصدر ( وتعني أن شفرة النظام متاحة لأي شخص  لفحصها وتعديلها وتحسين ادائها واعادة توزيعها ) أصبحت تُمكن الدول ذات الموارد المحدودة نسبيًا من تحقيق تفوق عملي في مجالات معينة بوجود خبرات متخصصة.

فمن خلال تكييف نموذج "لاما 2" ليناسب الاحتياجات العسكرية، أظهر الباحثون الصينيون الإمكانات الكبيرة لهذه المصادر، مما أثار نقاشات واسعة حول الاعتبارات الأخلاقية والتداعيات الأمنية والإستراتيجية لاستخدامات الذكاء الإصطناعي في المجال العسكري في حال انتهجت دول أخرى المسار ذاته، وأصبحت هذه النماذج ميدانا للتنافس العسكري والإستراتيجي.

أستفاد باحثو الجيش الصيني من تطوير نموذج "شات بيت" من نموذج "لاما 2" المفتوح المصدر الذي طورته شركة ميتا لكسر احتكار شركتي غوغل وأوبن إيه آي (Open AI) في هذا المجال , من أجل تلبية احتياجات عسكرية محددة تشمل معالجة كميات ضخمة من البيانات بدقة عالية، والاستجابة للاستفسارات المعقدة في البيئات العملياتية خلال الوقت الحقيقي , وهو معد لتوفير حلول فعالة للتحديات المعقدة التي يواجهها الجيش الصيني، بما في ذلك تحليل البيانات الاستخباراتية متعددة المصادر، وتقديم التوصيات التكتيكية قصيرة المدى والإستراتيجية طويلة المدى ، ودعم العمليات المشتركة التي تتطلب مستوى عاليا من التنسيق والدقةوقد أظهر النموذج قدرة الصين على تكييف التقنيات التجارية المفتوحة المصدر بما يتماشى مع أولوياتها الإستراتيجية، مما أتاح لها التفوق على نماذج منافسة مثل "فيكونيا-13 بي " (Vicuna-13B) في مهام الاستخبارات والعمليات ذات الطابع العسكري.

نتائج شات بيت لامست حاجز الـ90% فيما يتعلق بدقة الإجابات مقارنة مع نموذج "جي بي تي-4 أو" (GPT-4O) بالرغم من الفرق الكبير بينهما من حيث قوة معالجة التوكين "الرموز" ( وهي وحدة قياس حجم البيانات التي يمكن لنموذج ذكاء إصطناعي معالجتها دفعة واحدة)حيث يمتاز نموذج لاما 2 الذي يعتمد عليه "شات بيت" بسعة 13 مليار توكين فقط في مقابل نموذج "جي بي تي-4 أو" من (أوبن إيه آي (Open AI الذي يعمل بقوة 405 مليار توكين.

بالمقابل كانت أصداء هذا الكشف التكنولوجي الصيني في واشطن مزيجا من الانزعاج والترقب فالولايات المتحدة تعتبر  رائدة في تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي عالميا وتطبيقاته وأصبحت تستشعر الضغط الممارس عليها من قبل الصين  خاصة وأن هناك صراع خفي بين نماذج الذكاء الإصطناعي الصينية والأمريكية في استخداماتها العسكرية ضمن ملامح المرحلة المقبلة من الحروب حيث يجري تطويع تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي للتغلب على ضبابية الحرب من خلال رصد نوايا العدو، والتنبؤ بتحركاته بشكل مسبق، وتوفير إدارة ذكية للمعارك تحافظ على الوعي الظرفي، وتقلص الوقت اللازم في معادلة الرد ورصد الهدف ومن ثم تحييده.

مر الجيش الأمريكي بتاريخٌ طويلٌ في تجارب الذكاء الاصطناعي واستخداماته ففي عام 1991، استُخدم برنامج ذكاء اصطناعي يُسمى أداة التحليل الديناميكي وإعادة التخطيط (DART) لجدولة نقل الإمدادات والأفراد وحل مشاكل لوجستية أخرى، واليوم يقدم الجيش طرقا جديدة لاستخدام الذكاء الاصطناعي لتحسين الفعالية والكفاءة في الحروب من خلال نماذج جديدة من شركة OPEN AI ومن أهم تلك النماذج ChatGPT الأمريكي وهو أداة متعددة الاستخدامات لتوليد النصوص، تقدم الحلول المتاحة للتطبيقات العسكرية وبالإمكان تسخيره لأعمال التخطيط العسكري وجمع المعلومات وإدارة المعارك الذكية من خلال عدة أدوار رئيسية فهو يعزز قدرة وحدات التخطيط على جمع وتحليل معلومات تدرب عليها ومن مصادر المعلومات المفتوحة والتي اصبحت توفر الكثير من المعلومات بسرعة ودقة، ما يساعد في تكوين صورة استخباراتية دقيقة وسريعة الاستجابة للمتطلبات الميدانية العسكرية.

أتاح ChatGPT فرصًا كبيرة لتطوير أنظمة مماثلة خاصة للتطبيقات العسكرية نظرًا لضخامة حجم البيانات التي تتم معالجتها لأنظمة دعم القرار لمساعدة القادة العسكريين على مختلف المستويات في التعامل الآني مع تطور الأحداث السريع خاصة خلال العمليات العسكرية الفعلية وربما ستبدأ الولايات المتحدة قريباً باستخدام هذه الأنظمة مع هيئات القيادة التابعة لها ان لم تكن قد دخلت بشكل حقيقي.

يساهم ChatGPT في دعم كتابة وثائق التخطيط العسكري وصياغة التقارير التكتيكية والدراسات التحليلية ، وإنتاج تقارير استخلاص الدروس، بكفاءة وجودة تحريرية عالية , ويوفر ChatGPT في مجال اتخاذ القرار وإدارة المعركة تحليلات تنبؤية ورؤى آنية تساعد القادة العسكريين على اتخاذ قرارات سريعة ومدروسة استنادًا إلى تحليل بيانات ميدانية ويعمل على تحسين تخصيص الموارد ودعم اللوجستيات وقنوات الإمداد أثناء العمليات.

ويساهم أيضا في دعم العمليات الذكية حيث بإمكانه أن يقوم بدور ضابط أركان "عمليات" افتراضي لتحسين كفاءة اتخاذ القرار وتقليل الزمن المطلوب للرد، وتقييم التهديدات وتقديم الدعم التعبوي والإستخباري والتنسيق في إستخدام الوسائط  المتاحة للقوات الصديقة في الخطوط الأمامية.

وفي جانب الدعم اللوجستي يقدم ChatGPT أعمال كبيرة حيث يساهم البرنامج في إدارة المخزون العسكري وتحليل بيانات المستندات المرتبطة بالإمدادات، مما يوفر بيانات محدثة حول توفر الموارد وأماكنها ويعزز القدرة على تنظيم الدعم اللوجستي خلال المعارك بشكل آني ودقيق وله أيضا دور كبير في أعمال التدريب بتقديم خطط ذكية وسياق تدريب متطور وتقييم النتائج بحيادية كاملة.

في الواقع أصبح ChatGPT  يمثل أداة ذكاء اصطناعي استراتيجية في التخطيط والتحليل العسكري مما سيتيح قيادة ذكية وأكثر فاعلية للعمليات العسكرية ولم يعد مجرد مساعد في ساحة القتال، بل أصبح العقل المدبر القادر على تحليل آلاف السيناريوهات في لحظات، واتخاذ قرارات مصيرية دون تردد لكن، ماذا يحدث عندما تسند قرارات الحياة والموت إلى آلة لا تعرف معنى الألم، ولا تُميز بين دمعة طفل وصرخة جندي؟

إدخال  نماذج الذكاء الإصطناعي في مجال إدارة الحروب والتخطيط لها سيكون بلا شك أمراً محفوفا بالمخاطر الأمنية والأخلاقية ومن أهم تلك المخاطر الأمنية إمكانية تسرب المعلومات العسكرية بسبب القيام بمعالجة بيانات عبر وسائط غير آمنة أو وجود ثغرات أمنية قد يتسلل منها العابثون لغرض أعمال التخريب في البنية التحتية للشبكات العسكرية وهذا الوضع يعرض الأمن الوطني للخطر , كما أنه قد يتعرض المستخدمين لهجمات سيبرانية معقدة باستخدام نصوص تضليلية مولدة من النموذج ChatGPT نفسه ضد الأهداف العسكرية , كما أنه قد يسبب الإعتماد على نماذج الذكاء الإصطناعي بشكل مفرط إلى أخطاء في تقدير الموقف وربما يؤدي سوء تفسير المعلومات إلى تحليلات خاطئة تقود الى قرارات خاطئة وبالتالي تصعيد غير مقصود للنزاعات.

وفي جانب المخاطر الأخلاقية قد يؤدي تدريب ChatGPT على بيانات غير متكاملة وغير متوازنة إلى توليد مخرجات غير موضوعية أو خاطئة تؤثر على إصدار قرارات عسكرية والتي غالبا ما تتسم بالمسؤلية والحسم والحساسية وفي هذه الحالة هناك خلاف كبير فيمن يتحمل مسؤولية القرارات الإخلاقية المتخذة بناءً على توصيات الذكاء الاصطناعي في سياقات قتالية، وهذا الأمر مهم جداً ويثير تساؤلات أخلاقية وقانونية كبيرة خاصة في حالة تفاقم الأزمات أو التأثير على السلم والأمن الدوليين.

وللتحكم في هذه المخاطر وتخفيف آثارها ينبغي وضع سياسات صارمة للتحقق من صحة المخرجات مع القيام  بتأمين الأنظمة ضد الاختراق، وضمان إشراف بشري مستمر على عمليات التخطيط العسكري التي تعتمد على  ChatGPTأو أي نموذج نظام ذكاء اصطناعي مماثل , ولذلك تُلزم وزارة الدفاع الأمريكية قادة ومشغلي أنظمة الأسلحة ذاتية التشغيل وشبه ذاتية التشغيل بممارسة مستويات مناسبة من السيطرة البشرية على استخدام القوة.

في يناير 2023، أعلنت وزارة الدفاع الأمريكية عن تحديث للتوجيه 3000.09 "الاستقلالية في أنظمة الأسلحة" الذي ينطبق على أنظمة الأسلحة ذاتية التشغيل وشبه ذاتية التشغيل، بما في ذلك تلك التي تتضمن الذكاء الاصطناعي, حيث تنص المتطلبات المحدثة على ما يلي: "سيتم السماح عند تصميم أنظمة الأسلحة ذاتية التشغيل وشبه ذاتية التشغيل للقادة والمشغلين بممارسة مستويات مناسبة من الحكم البشري على استخدام القوة" ، فبينما يمكن استخدام الذكاء الاصطناعي لمساعدة القادة على اتخاذ قرارات أكثر استنارة، فإن العنصر البشري  وليس الآلة هو من يحدد الإجراء التنفيذي في النهاية.

مؤخراً رفعت شركة OpenAI الحظر المفروض على الاستخدام العسكري لأدوات الذكاء الاصطناعي الخاصة بها وتراجعت بهدوء عن حظرها على الاستخدام العسكري لنموذج ChatGPT على الرغم من أن سياساتها لا تزال تنص على أنه لا ينبغي للمستخدمين "استخدام خدماتنا لإيذاء أنفسهم أو الآخرين" بما في ذلك "تطوير أو استخدام الأسلحة".

وقد صرح متحدث باسم OpenAI لشبكة CNBC بأن الهدف من تغيير السياسة هو توفير الوضوح والسماح بحالات الاستخدام العسكرية التي توافق عليها الشركة.

وأضاف: "لا تسمح سياستنا باستخدام أدواتنا لإيذاء الناس، أو تطوير الأسلحة، أو مراقبة الاتصالات، أو إصابة الآخرين أو تدمير الممتلكات ومع ذلك، هناك حالات استخدام للأمن القومي تتوافق مع مهمتنا".

ستكون حروب المستقبل دامية وأكثر وحشية من سابقاتها لأن من سيقودها سيغيب عنه الرادع الإخلاقي والإنساني وسيكون الذكاء الصناعي هو المخطط والمنفذ ولن يكون رحيماً بنا فالأسلحة ذاتية التشغيل قد تهاجم أهدافًا دون تدخل بشري وقد جرى ذلك فعلياً , واجهزة القتل المطورة لن تتوقف إلا بنفاد الطاقة، لا بنفاد الرحمة وستقتل بتعليمات آلية من برامج أخترعها الإنسان وطورها ليكون بأسه شديد على أخيه الأنسان... فهل ننتظر حتى تكتب نهاية الإنسانية على يد آلة؟ أم نتحرك الآن ونرسم مستقبلاً تحكم حروبه القيم والأخلاق قبل الخوارزميات والهيمنة وصراع النفوذ؟

Pin It

Star InactiveStar InactiveStar InactiveStar InactiveStar Inactive
 

المتواجدون بالموقع

1187 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع

تصفح أعداد مجلة المسلح

 

 

خدمة التغذية الأخبارية لمجلة المسلح

رابط الصفحة المنوعة facebook

  

 

مواقيت الصلاة وحالة الطقس

 


booked.net

 

قائمة البريد

أشترك فى القائمة البريدية لأستقبال جديد المجلة

كلمة رئيس التحرير

جيش بلادي

جيش بلادي

من جغرافيا متناثرة لوطن مُمزّق.. بعدما دبّ اليأس في النفوس وانحسرت المقاومة باستشهاد رمزها، واستباحة…

للمزيد

الإثنين الثلاثاء الأربعاء الخميس الجمعة السبت الأحد
1
2
3
4
5
6
7
8
9
10
11
12
13
14
15
16
17
18
19
20
21
22
23
24
25
26
27
28
29
30

كلمة مدير التحرير

على هامش الذكرى...

على هامش الذكرى...

الحياة مليئة بالتجارب التي غالبا ما تترك آثارا عميقة في دنيا الشعوب، إذ ليس غريبا…

للمزيد