تولى الشيخ عمر المختار قيادة "المجلس الأعلى" للعمليات الجهادية الذى أدار أعظم المعارك في التاريخ الليبي مع المحتلين الإيطاليين، خاصة بعد انسحاب الأتراك من البلاد عام 1912 بموجب معاهدة لوزان التي تخلوا فيها لإيطاليا عن ليبيا
تميزت حياته بتلقي العلم الشرعي في واحة الجغبوب، وقيادة المقاومة ضد الاحتلال الإيطالي بأساليب حرب العصابات، وهذا ما اكسبه سمعة عالمية كرمز وطني وشيخ مجاهد
ولد المختار في قرية زاوية جنزور شرقي ليبيا عام 1862، وتلقى تعليمه الديني في واحة الجغبوب، معقل الحركة السنوسية.
درس الفقه والحديث والتفسير واللغة العربية على يد كبار مشايخ الحركة السنوسية، وحصل على لقب "سيدي" ولقب "أسد الصحراء" لذكائه وشجاعته , تولى قيادة زاوية القصور في الجبل الأخضر، ولعب دورًا هامًا في نشر مبادئ الإسلام وتعاليمه بين القبائل.
بعد الاحتلال الإيطالي لليبيا عام 1911، قاد عمر المختار المقاومة ضد القوات الإيطالية في شرق ليبيا.
اشتهر بمهاراته العسكرية في الكر والفر، وأدار معسكرات لتدريب المقاتلين وشكل كتائب تحت قيادته.
حاول المختار التفاوض مع الإيطاليين في منتصف عام 1929، حيث أجبر حاكم طرابلس وبرقة على مقابلته، لكنه أدرك محاولتهم لكسب الوقت للإيقاع به.
صرّح الجنرال الايطالي الفاشي غرتسياني الملقب بجوار فزان في كتابه برقة الهادئة “أنّه التقى السيد عمر المختار في 263 معركة فترة حكمه في برقة التي لم تتجاوز العشرين شهرًا”!
وبالرّغم من أن الرجل لم يتلقى تدريبًا عسكريًا في إحدى المعاهد العسكرية الضخمة، إلّا أنّه كان خبيرًا في القتال والمناورات، فقد تعلّم الخطط العسكرية، ومهارات الحروب، في ميادين المعارك التي خاضها مع رجاله ضد الطليان، فتفوق عليهم فيها حتى أورثهم الخوف والرّعب من تردد اسم عمر المختار، ومع ذلك كلّه لم يكن لديه جيش نظامي كما هو الحال مع عدوه، فقد كان قليل العُدة والعِتاد إلّا من إيمانٍ راسخ في القلوب، وعقيدة سليمة لا يُزعزعها
*أهم التواريخ في سيرة المجاهد عمر المختار:
وُلد عمر المختار في 20 أغسطس 1858م (10 محرم 1275هـ) في ليبيا بمنطقة برقة.
بدأ مقاومته ضد الاحتلال الإيطالي منذ الغزو الإيطالي لليبيا في 1911م، وهو في عمر 53 عامًا.
خاض معارك ومقاومة ضد الغزو الإيطالي استمرت نحو 20 عامًا، كان من أشهرها معركة درنة في 1913 وغيرها من المعارك في الأعوام التالية.
في1931م، تم أسره من قبل قوات الاحتلال الإيطالي، وأُعدم شنقًا في 16 سبتمبر 1931م (3 جمادى الأولى 1350هـ) في بلدة سلوان بعد محاكمة صورية.
لا يزال إسم شيخ المجاهدين عمر المختار برغم كل الانقسامات والصراعات السياسية والقبلية والعسكرية، التي عرفتها ليبيا منذ بداية القرن الماضي، والخلافات التي تسببت بها حول كل الشخصيات التي قادت هذه المراحل، هو الاسم الوحيد الذي يتفق الشعب الليبي في عمومه على احترامه وتبجيله وحبه ولا تزال سيرته العطرة منبعاً للحس الوطني ولا يزال مبعثا على الفخر لكل الليبيين على مدار الزمن .