يعرض هذا الكتاب اسلوب جديد في نظم الإحداثيات التي تعتبر عنصرا هاما في العديد من الأعمال الهندسية والجغرافية وفي شتى المجالات الأخرى حيث لايمكن تحديد أي نقطة على الأرض بدون استخدام نظم الإحداثيات الجغرافية أو التربيعية ، والتخريط كما يعرفه المؤلف بأنه عنصر مهم
في الأعمال المساحية ويعتبر التخريط عملية رياضية بحثة ويستخدم فيه أعقد المعادلات الرياضية في تحديد معادلاته. المساحة علم يستخدمه العديد من المختصين في مجالات واسعة وهي علم الجغرافيا الذي يعتمد على المساحة في معظم أعماله كالخرائط وتحديد المواقع وتفسير الظواهر الطبيعية من خلال الصور الجوية و الخرائط الطبوغرافية، المساحة في النفط تلعب الدور الأكبر في عملية التنقيب حيث تستخدم المساحة بجميع فرعها في تحديد مناطق التنقيب وعملياتها الهندسية في المناطق الواسعة ، كذلك في تحديد مناسيب و مسارات الأنابيب النفطية، المساحة في التربة ويستخدم في هذ المجال الأستشعار عن بعد في عملية تحديد أنواع التربة باستخدام الصور والمرئيات مسحات متعددة الأظياف المساحة في التخطيط المدن وتنسيق المناطق للظهور بالشكل الجيد والجمالي، المساحة في الطرق حيث لايمكن أنشاء الطرق بدون الأعمال المساحية والتي تكون الأساس فيها المساحة في الإنشاءات المدنية في البناء وبالأخص في المباني المرتفعة كالأبراج بدون المساحة لا يمكن ظهورها في الشكل الصحيح وهنا يمكن الرجوع إلى البرجين الأندونسين اللذين حدثت فيهما مشاكل في الميول والسبب يرجع لسوء المراقبة في أعمالها المساحية، المساحة في الملاحة البحرية وتقوم بتغطية جميع خرائطها وتأمين السفن في المواني والمياه الساحلية المساحة في الفضاء وتقوم بتأمين خطـوط سيـر المراكـب الفضائية ومدارات الأقمار الصناعية، المساحة فـي العـقارات توفـر لها جميع الإحداثيات المتعلقة بالعقارات بدقة عالية، المساحة في القوات المسلحة تلعب دور مهم جدا وتعتبر العين التي يرى بها الجيش في عملياته العسكرية وطريق تأمينه في السلم والحرب المساحة هي التي تأمين للعسكرين الخرائط الطبوغرافية و الجوية لتحديد مواقعها كذلك المساحة الجيوديسية توفر للعسكرين المسافات الدقيقة التى تدخل في تحديد مسارات المقدوفات أو الصواريخ البالستية إما بإعطاء الأتجاه والمسافة أو بإعطاء الإحداثيات التربيعية والجغرافية بالنسبة للمستشعر الموجود في العقل الآلي في الصواريخ وقد تطورت التقنية الجديدة في الصورايخ بحيث أصبح العقل الآلي ليس فقط يحدد الموقع من خلال الإحداثيات بل تدخل فيه عملية التمثيل الثلاثي للمباني وأتفاع الهدف المطلوب في المبنى، وهذه الصواريخ تسمى بالصواريخ الذكية.
يقسم المؤلف الكتاب إلى خمسة أبواب ويميل المؤلف إلى مساقط التخريط التي تعرض لها في بابين متتاليين الباب الأول ويتكلم عن شكل الأرض الطبيعي و العناصر الأساسية للشكل البيضاوي الدوراني والأساسيات الأخرى التي تلعب دورا في المساحة الجيوديسية المتقدمة كمدخل مهم لها المساحة الجيوديسية المتقدمة هي علم القياس الدقيق لشكل الأرض والمسافات الطويلة والمتوسطى على سطح الأرض كذلك في الباب الأول توجد العديد من الثوابث المهمة المستخدمة في المجالات المساحية الأخرى التي تحتاج إلى الدقة العالية.
الباب الثاني ويدرس نظم الإحداثيات المستخدمة في المساحة بصفة عامة إبتداءً من الإحداثيات التربيعية إلى نظام الإحداثيات الفضائية والفرق بينهما من جميع الجوانب.
الباب الثالث يدرس المسافات الجيوديسية المقاسة على الشكل البيضاوي الذي يمثل شكل الأرض الطبيعي، يلاحظ بأن المؤلف يقوم بالتحليل الرياضي المبسط بحيث يتسنى للجميع معرفة البراهين الرياضية بدون تعقيد ويذكر العديد من الطرق مع الشرح الرياضي المبسط والأمثلة المتنوعة للقياسات المباشرة وغير المباشرة ويقصد به القياس المباشرالأنتقال من النظام التربيعي إلى النظام الجغرافي بينما القياس الغير مباشر من نظام الإحداثيات الجغرافية إلى النظام التربيعي.
الباب الرابع يدرس المساقط التقليدية والمقصود بالتقليدية كما يصفها المؤلف بأنها تستخدم الطرق الرياضية التي أستخدمت سابقا، وهذه المساقط هي مساقط التخريط الإسطوانية ،المخروطية والسمتية (مساقط مركيتور المستعرض ، مساقط لامبرت التشابهية و مساقط روسيل التشابهية السمتية)، في هذا لباب يلاحظ بأن المؤلف يقوم بالتحليل الرياضي المبسط للعمالية الرياضية المعقدة بحيث يستطيع كل شخص تتبع الخطوات بسهولة والسبب يرجع بأن مثل هذه المعادلات الرياضية عادة لا يتم تبسيطها في الكتب مما يجعلها صعبة وغير مفهومة بينما في هذا الكتاب المؤلف يحاول الشرح المبسط في العمليات الرياضية .
الباب الخامس وهو الأهم في نظر المؤلف حيث يعرض فيه نظرية جديدة في علم التخريط التي نشأت في الخمسينيات من القرن السابق وهي نطرية التخريط بالمعادلات التوافقية ، المؤلف يعرض قوانينه الجديدة التي أضافها إلى النظرية وهذه المساقط تختلف عن المساقط التقليدية في أساسيتها مما يجعلها متميزة لنظم المعلومات الجغرافية ؛ كذلك يعرض قوانين جديدة للتقليل من تشوه المسافات المتوسطة والقصيرة من الخرائط الرقمية بدقة تصل إلى الملمترات (00.0 -5.00 سنتمتر) كذلك يستخدم نظم محلية للمدن داخل المساقط الرئيسية بدقة عالية ولاتحتاج إلى عملية الرجوع المعقدة المستخدمة في المساقط التقليدية بل فقط الضرب في معامل المقياس الوهمي فتتحول الإحداثيات إلى النظام الرئيسي أيضا يمكـن القيـاس عـلى الخرائـط الإلكترونية مباشرة بدون استخدام التعديلة الكروية بدقة 0.00 إلى 15 سنتمتر للمسافات القصير إلى حد 20 كيلومتر.